لم يستطع المدرب الأرجنتيني خيراردو مارتينو، المدير الفني لمنتخب باراجواي لكرة القدم تقديم خدمة جليلة إلى بلاده عندما سمح لاعبوه باهتزاز شباكهم في اللحظات الأخيرة من مباراتهم أمام البرازيل. ولكن مارتينو ولاعبيه أصبحوا بحاجة إلى خدمة أنفسهم أولا وتحقيق الفوز على المنتخب الفنزويلي عندما يلتقيان غدا الأربعاء بمدينة سالتا في الجولة الثالثة الأخيرة من مباريات المجموعة الثانية بالدور الأول لبطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) المقامة حاليا بالأرجنتين. وقدم منتخب باراجواي عرضا جيدا في مباراته الأولى بالبطولة ولكنه سقط في فخ التعادل السلبي مع منتخب الإكوادور ثم قدم عرضا أفضل في المباراة التالية ولكنه تعادل 2-2 مع نظيره البرازيلي عندما سمح لاعبو باراجواي للمهاجم البرازيلي فريد بهز شباك الفريق في الدقيقة الأخيرة من اللقاء وحرموا مدربهم من تقديم هدية غالية لبلاده الأرجنتين التي تعتبر المنتخب البرازيلي دائما هو الغريم اللدود لها. وبعد تعادلين متتاليين وجد منتخب باراجواي نفسه مهددا بالخروج صفر اليدين من البطولة رغم الإمكانيات الرائعة للفريق. وتوقف رصيد باراجواي عند نقطتين فقط من مباراتيه السابقتين ليصبح بحاجة إلى الفوز أو التعادل أمام فنزويلا في مباراة الغد بينما تطيح الهزيمة بآمال الفريق الذي بلغ دور الثمانية في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا بعد مسيرة رائعة انتهت بهزيمته 1-صفر بصعوبة أمام المنتخب الأسباني الذي أكمل مسيرته بعد ذلك إلى منصة التتويج باللقب. وفي مثل هذه المواقف الصعبة، يكون شعار أي فريق هو تحقيق الفوز بأي شكل كان، ولكن مارتينو يرفض هذا المبدأ تماما ويتمسك بالأداء الجيد والمنظم في المباراة ليكون هو الطريق نحو الانتصار. وفي المقابل، يخوض المنتخب الفنزويلي المباراة بأعصاب هادئة بعدما ضمن التأهل لدور الثمانية وحقق ربما أكثر من المتوقع منه. وفاجأ المنتخب الفنزويلي الجميع بصموده أمام البرازيل في المباراة الأولى ثم خطف فوزا غاليا على الإكوادور في المباراة الثانية وخدمته الظروف من خلال نتائج المجموعتين الأخريين ليحجز مكانه في دور الثمانية قبل خوض مباراة الغد. وأكد سيزار فارياس المدير الفني للمنتخب الفنزويلي أن الفوز الذي حققه الفريق على نظيره الإكوادوري لم يأتِ بالصدفة وإنما نتيجة العمل الجاد والمجهود الكبير للفريق في الفترة الماضية. وأضاف أن الفريق لم يحصد النقاط الثلاث بالصدفة وإنما لأنه قدم كرة قدم جيدة، مشيرا إلى أن المنتخب الفنزويلي فريق هجومي يثق في قدرته على الفوز بالمباريات. ولذلك يسعى الفريق إلى أن يقدم ما يبرهن به على تصريحات مدربه وأن يخرج بنتيجة إيجابية قد تساعده على الاحتفاظ بصدارة المجموعة وضمان مواجهة أكثر سهولة في دور الثمانية. كما أكد نيكولاس فيدور ميكو مهاجم الفريق أن المنتخب الفنزويلي استحق التعادل مع البرازيل والفوز على الإكوادور ولن يتنازل عن تحقيق نتيجة إيجابية أمام باراجواي. وقال ميكو: «الفريق قدم مباراتين في غاية الجدية وحققنا نتيجتين رائعتين عن جدارة. نحتاج لختام جيد في الدور الأول على حساب باراجواي». وأشار ميكو الذي لم يسجل أي هدف في البطولة الحالية إلى أن منتخب باراجواي سيخوض مباراة الغد باعتبارها «حياة أو موت» البرازيل - الاكوادور يدرك المنتخب البرازيلي بأن الخسارة ممنوعة عليه أمام الاكوادور اليوم الأربعاء في إطار الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الثانية من كأس الأمم الأميركية الجنوبية (كوبا اميركا) إذا أراد إكمال المشوار في البطولة القارية. وكان المنتخب البرازيلي حامل اللقب في النسختين الأخيرتين تعادل بشق الأنفس في مباراتيه الأوليين مع فنزويلا سلبا، ومع البارغواي 2-2 علما بأنه أدرك التعادل في الوقت بدل الضائع في المباراة الأخيرة. ولم يقدم المنتخب البرازيلي شيئا في البطولة حتى الآن وتحديدا مهاجمه نيمار الذي توقع النقاد بأن يكون نجم البطولة إلى جانب الأرجنتيني ليونيل ميسي، لكنه خيب الآمال كثيرا في المباراتين الأوليين. ويبدو المدرب مانو مينيزيس الذي خلف كارلوس دونغا إثر خروج المنتخب من ربع نهائي مونديال جنوب أفريقيا في حاجة إلى الكثير من الوقت لإيجاد توليفة جيدة للمنتخب خصوصا أن معظم أفراد المنتخب الحالي من الشباب الذين يفتقدون إلى الخبرة في البطولات الكبرى. ولم يعرف ما إذا كان مينيزيس سيعتمد على التشكيلة ذاتها التي خاضت المباراة الثانية ضد البارغواي التي لجأ فيها إلى استبعاد روبينيو منها ولم يشركه إطلاقا طوال الدقائق التسعين وتردد بأن الأخير ترك الملعب غاضبا. وناشد قائد الفريق لوسيو وأحد أقدم اللاعبين في صفوف المنتخب زملاءه بتحمل مسؤولياتهم في المباراة الأخيرة وقال في هذا الصدد: «الجميع يدرك بأن النتائج التي سجلت حتى الآن لم تكن بحجم الآمال الموضوعة، لكن يجب أن نتحلى بالهدوء لأن مصيرنا لا يزال بيدنا». وأضاف: «نحن نلعب لمنتخب البرازيل الشهير وندافع عن ألوان دولة عريقة في كرة القدم وبالتالي يتوجب علينا أن نكون جديين ونبرهن عن تصميم كبير لأن القميص الوطني هو الأغلى». وأوضح «يجب معرفة أنه لا يمكن حسم الأمور من الآن وصاعدا فقط بالاعتماد على اسم هذا المنتخب أو ذاك، فالمنتخبات الأخرى تطورت كثيرا، وقد نجح منتخبا فنزويلا والبارغواي في مراقبة مفاتيح اللعب لدينا ونجحا بنسبة كبيرة في الحد من خطورتنا». في المقابل، سيغيب عن الاكوادور جناح مانشستر يونايتد انطونيو فالنسيا الذي لم يتعافَ من إصابة في كاحله تعرض لها في المباراة الأولى ضد البارغواي وغاب عن المباراة الثانية ضد فنزويلا. وتعرض فالنسيا للإصابة في الكاحل الذي أصيب بكسر مضاعف في سبتمبر الماضي وأبعده عن الملاعب لستة أشهر. وقال طبيب المنتخب الاكوادوري باتريسيو مالدنادو: «للأسف لم يتعافَ انطونيو من الإصابة التي لحقت به كما كنا نتوقع وبالتالي لا نريد المخاطرة بإشراكه ضد البرازيل». وأضاف «لا يزال يشعر بالأوجاع و في حال إشراكه قد يبتعد عن الملاعب لفترة طويلة ولذا نفضل عدم إشراكه». وأوضح مالدونادو بأنه على اتصال دائم بالجهاز الطبي لمانشستر يونايتد لاطلاعه على الحالة الصحية لفالنسيا. يذكر أن الاكوادور في حاجة إلى الفوز لكي تضمن بلوغها ربع النهائي شأنها في ذلك شأن البرازيل ما يعني أن المنتخبين مطالبان بالهجوم لتحقيق مبتغاهما.