لا يبكون ونحن لا نضحك إنهم.. حزننا واغترابنا، هم يتصدرون واجهة (النيون) ويَصِلون سلكاً عالي القتل لنا هم في أعلى الشرفة اقترحوا الأبيض الثلجي ونحن أجبرنا على اصفرار التراب يضحكون ونحن نبكي هم قلقنا الدائم ونحن فرجتهم ومدافن تجاربهم، لا ييبِّسون التمر ولا يحلبون النياق لكنهم يزيِّنون بهما سفرتهم الدائمة لهم المقاعد الوثيرة ولنا القرفصاء لهم الطرقات الفسيحة ولهم من شجرنا الظلال، لهم صالات الروك مسابح الأولمبياد ونحن نسوس الجياد لا يبكون ونحن لا نضحك هم تجار قمحنا يسرقون الأمس ويزوِّرون الشمس ويصرخون في وجوهنا بالهمس يصادرون دون قصد هدأة أطفالنا.. غزل زوجاتنا وحواسنا الخمس قلق أتأمَّلُ حركة السكون أُجادل شتلة تكابد لولادة زهرة ونجمة بالكاد تزيح الهموم والغيوم عن «عينها الضوء».. أقف «أمتِّر» نصف مساحة الغرفة أرفع ورقة تمرّدت من دفتري وارتمت على الأرض، أمسك بطرف يدها (أعدِّلها فتنخذل أخذلها فتعتدل) أقول.. صوتاً شبيهاً بعزف مبتدئ على وتر واحد في آلة الكمان.. فتبرعم وردة وتظهر نجمة، وتجيء «الورقة»! لا.. تهون .. ولنا أرضٌ واحدةٌ قلت متُّ سبعاً في السماء .. أربعٌ هي الجهات بوصلتي تدل ستاً وسابعة للفقراء قيل: بعد الممات نحيا قلت: دعوني أرتب هندام طفلتي قالوا: شخص واحد يأمرُ قلت: وعشرة ينهون صاح الذي لصقي: عقلٌ كاملٌ يا رب قلت: يكفي للجنون..!! يباس كشجرتين متقابلتين جذورنا تلتحم فروعنا تعانق بعضها لكننا لا نصل.. نلتقي تحت الأرض قبراً في السماء روحاً أما على الأرض لا جذورنا الأسلاف فروعنا الأطفال لكننا كشجرتين متقابلتين لا تلتقيان «من يداوي هذا البلا» عتب (أحاول أن أتغرب عنك لكي أشتهيك جميلٌ كما أنت يا موطني، أني ظمئتُ وأنت تدار ولا أحتسيك) شغب من صفحة في جريدة إلى صفعة في جبينه أتمّ القارئ عامه العشرين ومات! *** ومن سرقة القلوب إلى سرقة الجيوب تسجّل «الشرطة» المرض مجرماً لكنها لا تسجنه يا للأنسنة.