تحت هذا العنوان وبمساحة صفحة كاملة وبالألوان، قامت وزارة المياه والكهرباء بنشر عدد من الإعلانات في الصحف، تدعو إلى ترشيد الكهرباء في الجوامع الكبيرة من خلال تركيب فاصل (جدار) زجاجي متحرك في جزء من الجامع أو المسجد، أسوة بما تم تنفيذه في عدد من الجوامع بأحياء مدينة الرياض. وأكدت الوزارة أن هذه التجربة الرائدة تحقق توفير (70%) من طاقة التكييف في هذه الجوامع مما يخفف بشكل ملموس الأحمال الكهربائية التي ترهق كاهل وكابلات الوزارة خاصة خلال فصل الصيف، ومن ثم سوف تخفض فواتير الكهرباء التي تتحملها الدولة بنفس النسبة، خاصة في الجوامع والمساجد الكبيرة التي يزيد عدد المكيفات في بعضها عن الثلاثين مكيفاً، حيث تم تشغيل 30% من هذه المكيفات فقط طوال أيام الأسبوع، وعزل البقية عن طريق الجدار الزجاجي المتحرك الذي يمكن فتحه وقت صلاة الجمعة فقط، وتشغيل المكيفات بكامل طاقتها مع امتلاء المسجد بجموع المصلين. وبحسب معلوماتي فإن هذه الفكرة الطيبة بدأت تجربتها في جامع الفاروق بالرياض منذ حوالي العام، ومع ثبوت نجاحها بدأت وزارة المياه والكهرباء في الإعلان عنها تحت شعار (الترشيد طاعة لله واتباع لهدي نبيه واستجابة لولي الأمر) إلا أن الاستجابة -بحسب ما تم نشره خلال العام- لم تتعد أصابع اليد الواحدة، مما يدعو إلى ضرورة العمل على التحرك بشكل أكثر إيجابية وعملية في العمل على تعميم هذه الفكرة وتنفيذها، بحيث تستفيد منه آلاف المساجد التي تنتشر في أنحاء المملكة، وخاصة أن التجربة تنفذ بنجاح في جامع الفاروق، ولا يحتاج الأمر إلى البدء في تنفيذ هذا المشروع ذو التكلفة البسيطة سوى إقبال فاعلي الخير من الموسرين بكل حي من أحياء مدن ومحافظات المملكة التي توجد بها جوامع أو مساجد كبيرة على تنفيذه، مما سيعود -بمشيئة الله- بالفائدة على الجميع. إن الأمر لا يحتاج إلى الانتظار، ولا بد من تضافر جهود المسؤولين في كل من وزارة المياه والكهرباء، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لبحث أنسب وأيسر الطرق لنشر هذه التجربة التي من الواضح والجلي أنها بسيطة ويمكن تنفيذها والاستفادة منها في جميع المساجد والجوامع الفسيحة، ولا يحتاج الأمر سوى لجنة علمية مشتركة بين الوزارتين من الإدارات المعنية بالأمر لإجراء دراسة سريعة وشاملة تناسب كل منطقة، مع التعميم بسرعة العمل على تطبيق التجربة في المساجد والجوامع التي يصلح تنفيذ المشروع بها، خاصة أن نشر الإعلانات التشجيعية للاتصال بالهاتف المجاني لم تثمر إلا عن عدد محدود حتى الآن، وعلينا اتخاذ الخطوات العملية التي من شأنها تحقيق التطوير والترشيد الذي تسعى المملكة إلى تحقيقه حفاظاً على مكتسباتنا وحماية للمال العام من الهدر والضياع. مكة المكرمة