يوم الخميس الماضي رحل عن دنيانا الفانية إلى الدار الباقية الشاعر والإعلامي العربي المعروف الأستاذ - مسلم صبري البرازي- الذي يعد أحد أبرز مشاهير الشعراء العرب في العصر الحديث. عاش مسلم البرازي بيننا عزيزاً مكرماً في بلده الثاني المملكة العربية السعودية الذي قدم إليه منذ مايزيد على الأربعين عاماً. عاصر خلالها وشارك مع الرعيل الأول من الإعلاميين السعوديين في وضع اللبنات الأولى لتأسيس الإذاعة والتلفزيون في المملكة العربية السعودية، خلال هذا العمر الطويل أنتج وأبدع العشرات من الأناشيد الوطنية والاسكتشات الرائعة التي تؤكد محبته لهذه البلاد قادة وشعباً.. كتب شعراً يذوب حباً ووجداً في بريدة والطائف وجدة وأبها والمنطقة الشرقية وغيرها من مناطق المملكة. لقد تشرفت بمعرفته منذ ما يزيد على العشرين عاماً؛ حيث كان يعمل معنا في التلفزيون السعودي مراقباً متعاوناً، عرفته رجلاً واسع الثقافة ومحباً ومتذوقاً للكلمة الجميلة وغيوراً على اللغة الفصحى ومدافعاً عنها.. عرفته لماحاً وصاحب بديهة سريعة، فضلاً عن قدرته على التلاعب بالألفاظ والأقوال بحيث يصنع منها تيمات وإفيهات خاصة به، وتكون دائماً مثار إعجاب من يستمع إليه. كان له - رحمه الله- حضور قوي ومشرف إبان الحملات التي كان يشنها الإعلام الناصري ضد المملكة وقادتها فكان يرد شعراً ونثراً قوياً ضد هذا الهجوم، حيث كان يرفض - رحمه الله - أن تمس المملكة بأي إساءة. يرحل عنا مسلم البرازي رجلاً مستوراً كما جاءنا فلم يصنع ثروة كما حصل مع الكثير من أبناء جلدته ممن جاءوا معه إلى المملكة، وإن كان قد صنع اسماً لامعاً ومكانة مرموقة، فقد كان -يرحمه الله- رجلاً يعيش حياته بروح الفنان. رحل مسلم البرازي بعد أن صنع له اسماً ومكاناً بارزاً بين شعراء العرب فأعماله وإبداعاته ستظل شاهدة له على قدرته ومكانته وتمكنه من أدواته وفنه. يقول أحمد شوقي أمير الشعراء العرب: وكن رجلاً إذا ما أتوا بعده يقولون: مر وهذا الأثرُ ولقد ترك رحمه الله أثراً بارزاً في مسيرته الشعرية والإبداعية والإنسانية. إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ - المشرف العام على القناة الثقافية