وافق شمال السودان وجنوبه مساء الاثنين على مواصلة مفاوضاتهما حول المسائل العالقة بينهما بعد انفصال الجنوب في التاسع من تموز-يوليو, حسبما أعلنت الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد). وسوف يعلن الجنوب انفصاله عن الشمال السبت ولكن يجب حل بعض المسائل الرئيسية بموجب اتفاق سلام شامل تم التوقيع عليه عام 2005 برعاية إيغاد. وعقدت إيغاد، التي تضم ست دول في شرق إفريقيا، قمة الاثنين في أديس أبابا شارك فيها الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس حكومة الجنوب سيلفا كير. وجاء في بيان أن إيغاد «هنأت بقوة» الزعيمين على «موافقتهما على مواصلة المفاوضات» بعد التاسع من تموز-يوليو لحل كل المسائل العالقة في إطار اتفاق السلام الشامل، بما في ذلك وضع منطقة أبيي المتنازع عليها وترسيم الحدود والنفط والديون. من جهة أخرى طالب السودان أمس الثلاثاء بانسحاب قوات حفظ السلام من البلاد بعد انفصال الجنوب في التاسع من يوليو الجاري رافضاً ضغوطاً دولية لتمديد مهمة بعثة لحماية مدنيين محاصرين في قتال جديد. وقال دبلوماسيون في مجلس الأمن لرويترز الأسبوع الماضي إن الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين تضغط على الخرطوم لتمديد بقاء البعثة ثلاثة أشهر بعد انفصال الجنوب. لكن ربيع عبدالعاطي المسؤول الكبير في حكومة السودان استبعد أي تمديد قائلا إن قوات الشرطة والجيش قادرة على تحمل المسؤولية الأمنية في أي نقاط ساخنة على الحدود. وقال عبدالعاطي إن السودان ليس في موقف يسمح فيه بقبول أي قوات بعد إعلان استقلال جنوب السودان وأن ذلك منصوص عليه في اتفاق السلام الشامل لعام 2005. وأضاف أن القوات المسلحة السودانية وقوات الأمن قادرة على تحقيق السلام والأمن في شمال السودان والحفاظ عليهما وأن هذا قرار يرجع للسودان لا إلى الدول الغربية. وقال مسؤول رفيع في المجال الإنساني شريطة عدم الكشف عن هويته: إن انسحاب بعثة الأممالمتحدة في السودان سيكون له تأثير مدمر على المدنيين في جنوب كردفان ومناطق أخرى متنازع عليها. ورفضت البعثة إصدار أي بيان وأكد مصدر للأمم المتحدة في جوبا عاصمة الجنوب أن تفويض البعثة ينتهي في التاسع من يوليو بموجب شروط اتفاق السلام.