من إصدارات نادي القصيم الأدبي صدر كتاب (بواعث الاغتراب وجموح التكوين) للدكتورة كاميليا عبد الفتاح.. وتقول المؤلفة: يعد الإبداع الشعري خلاصاً من المشاعر السلبية التي تعاني منها ذات المبدع؛ فالإبداع في هيئته الفنية الناضجة المؤثرة يبدو وكأنه تعيق للزمن.. ومضاعفة للوقت، كأنه أزمنة في زمن لأن التجربة الشعرية هي حاوية الأصوات الإنسانية أو التجارب الإنسانية.. وللشعر غاية نفسية عينها أرسطو في كتابه (في الشعر) وهي قدرة الشعر على تطهير الشاعر والمتلقي معاً من المشاعر السلبية كالخوف والحزن والشفقة والكراهية من خلال ممارسته لهذه المشاعر بعنف وصدق في التجربة الشعرية. والكتاب الذي ألفته الدكتورة كاميليا عبدالفتاح يقدم دراسة نقدية تحليلية في شعر د. يوسف العارف، وقالت: يمثل شعر د. العارف نموذج القصيدة المعاصرة الواعية بقضايا الوجود الإنساني، يمثل هذا الشعر الذات الإنسانية التي لا تكتفي بتصوير جنبات الواقع المادي المحيط بها وتصوير ما به من إيجابيات وسلبيات وما فيه من نقص يستفز الإبداع لطرح حلمه؛ بل يمثل هذا الشعر انشغال الذات الإنسانية بقضاياها الأعمق والتي تنبعث من تأملاتها في الوجود واصدامها بالوجود. نطالع في هذا الشعر ذاتاً مغتربة من إحساسها بحصار الوقت ومحدوديته. وتعقبه للإنسان بما جعل هذا الاحساس يصل إلى حد تفجير إشكالية خاصة في الطرح الشعري حيث تتعقد دلالات الزمان وتتخذ أبعاداً متشابكة. وتتعدد بواعث اغتراب الذات في هذه التجربة المميزة ويختلط فيها الشعور بالشيء في وجهيه الوجه المضيء والوجه المعتم. نعاني في هذا الشعر ملامح قوة الذات وجموحها في مقاومة الاغتراب ومحاولة النجاة من أفخاخه في صور شعرية مميزة.