أطلقت الشرطة المصرية الغاز المسيل للدموع أمس الأربعاء على مئات الشبان المحتجين الذين رشقوها بالحجارة بعد اشتباكات وقعت الليلة الماضية أصيب فيها أكثر من 1000 شخص. واندلعت الاشتباكات في ساعة متأخرة ليل أمس الثلاثاء في حي قريب من وسط القاهرة حيث تجمعت عائلات أشخاص قتلوا في الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك للمشاركة في حفل تكريم للضحايا. وهذه هي أول أعمال عنف من نوعها تقع منذ أسابيع في ميدان التحرير المسرح الرئيسي للانتفاضة التي أطاحت بمبارك في 11 فبراير شباط. وقالت وزارة الصحة إن 1036 شخصا اصيبوا بينهم 40 شرطيا على الأقل. وفي صباح أمس كان شبان تعرى كثيرون منهم حتى خصورهم مازالوا يرشقون الشرطة بالقرب من وزارة الداخلية بالحجارة أثناء توجه الموظفين الى أعمالهم. وقال مصريون عاديون إن الذين شاركوا في أحداث العنف كانوا عازمين على الاشتباك مع الشرطة وليس الاحتجاج. واعتبر بعضهم أن العنف حركته على ما يبدو عوامل سياسية. لكن ناشطين حقوقيين اتهموا الشرطة بمهاجمة افراد عائلات شهداء الانتفاضة الشعبية بعدما أرادوا المشاركة في احياء ذكراهم. وقال شهود إن شبانا نزلوا من حافلات مزودين بسكاكين وعصي، متهمين «بلطجية» النظام السابق بزرع الفوضى. وقال المجلس الأعلى للقوات المسلحة على صفحته الرئيسية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» ان هناك عناصر تحاول الاستفادة من دماء الشهداء وتنفذ مخططا «مدروس ومنظم» لزعزعة الاستقرار. كما أمر النائب العام المستشار الدكتور عبد المجيد محمود بتشكيل لجنة من النيابة العامة للتحقيق فى الأحداث. وجدد الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، دعوته لشباب الثورة وغيرهم من أبناء الشعب المصري المحافظة على ثورتهم ثورة 25 يناير المجيدة، مشيرا إلى أن هناك شيئًا منظما لإفشاء الفوضي فى البلاد. ودعا عدد من القوى والحركات السياسية إلى بدء اعتصام مفتوح فى ميدان التحرير ضد ما اعتبروه استخداما للعنف المفرط من قبل وزارة الداخلية تجاه المتظاهرين وما ترتب عليه من استخدام مكثف للقنابل المسيلة للدموع.