تابعت في صفحة اقتصاد (الجزيرة) القصة الشائكة بين مكاتب الاستقدام في المملكة ونظيراتها في أندونيسيا والفلبين والشروط القاسية التي تم وضعها من تلك الدولتين وتم رفضها لدينا، وأقول حول هذا الموضوع إن هناك (مافيا) انتشرت لدينا بعد توقف الاستقدام وخاصة ونحن على مشارف دخول شهر رمضان الذي يزدهر فيه سوق الخادمات أو الشغالات -أسموه ما شئتم- المهم سأروي لكم قصتي الحزينة مع إحدى هذه الخادمات وأقول: لقد استأجرت عاملة منزلية من امرأة لفترة مؤقتة وكنت أحسبها لها وأنها لا تحتاجها لفترة محددة واشتغلت عندنا شهراً وعندما حان تسليمها لكفيلتها تفاجأنا بهروبها واتصلنا بكفيلتها فقالت حرفياً (الله يخلف علينا ليس لنا عليها سلطان وأقفلت الخط) فتساءلت لماذا لم تتأكد ولم تعاتب ولم تسأل كثيراً وبعد يومين اتصلت هذه الشغالة وسلمت وقالت شكراً للطفكم وتعاملكم وكرمكم وسلموا لي على أطفالكم وآسفة إن سببت لكم مشكلة وكانت تتحدث العربية بطلاقة، فقلت نسامحك بشرط أن تقولي لنا قصتك ونكتمك فقالت: أنا منذ قدومي للسعودية هربت فوراً لسوء المعاملة وأنزلني الليموزين ومشى فجئت للشرطة وقلت لهم قصتي فقالوا هل معك جواز، هل تعرفين اسم الكفيل؟ هل معك أرقام اتصال له؟ فقلت لا ولا أعرف بيتهم والتاكسي غادر فقالوا إذهبي لسفارة بلادك أو ارجعي لكفيلك فتهت بالشوارع ووصلت للسفارة فقالوا هل معك قيمة التذكرة فقلت لا.. قالوا ارجعي واعملي واحصلي على قيمة التذكرة وتعالي فرجعت وتلقفتني أيدي عصابات التأجير يتبايعونني ويسومون ويزيدون وأحياناً بعضهم يسرق شغالات الآخر ويهرب بها إلى مدن أخرى ويسلمها لآخرين وبدون أي وثائق وأنا لي راتبي من 1000 - 1500 ومشت الأمور حتى جاءت المرأة التي استأجرتموني منها وخفضت راتبي إلى 800 وهربت منها ولا أريدها واليوم استلمت العمل بأحد محلات الكوافيرات وسأعمل شهرين أو ثلاثة وأغادر لأمي المريضة وأولادي وأنهت المكاملة وقد عرفت سر التأجير وتوفر ما لا يقل عن خمسة عشر خادمة عند نساء التأجير والغريب أنهن يعملن بكل جرأة وتحت الشمس ولو اتصلت عليهم الجوازات لوجدوهم وعرفوهم، فهم معروفون عند الجميع ومالك الشغالة هو الخسران الذي يتعب ويخسر وينتظر وتنهبها ذئاب التأجير. وهم لا يخفون على أحد ويتناقل أرقام جوالاتهم الكبير والصغير. نتمنى سريعاً القضاء على تلك الظاهرة إلا إن كانوا بأسمائهم أو أقاربهم وموكلون عليهم ويحملون وثائقهم معهم من جوازات وإقامات. سالم محسن الشمري