لا أدري لماذا يضيق صدر المنتقدين ولا أقول (النقاد) وذلك لأن الناقد له منظوره النقدي ويتطرق بموضوعية بحتة ويستخدم أدواته الفنية بالنقد وبالتالي هو متخصص تستطيع فقط أن ترد عليه بنفس أدواته كمنتمٍ لعلم النقد، وعوداً على ذي بدء المنتقد أو صاحب الرأي الانطباعي الذي يجاهر به حتى لو كان خاطئ وسلبي يجب أن يتحمل تبعاته برحابة صدر ومرونة، لأنه قد يعيب شعر جزل رائع والعيب في ذوقه وهذا أمر واقع ومشاهد وقديماً انتقد شعر المتنبي من (لا ترتقي ذائقته لمدى جماليات شعر المتنبي) المتفرد، وردّ المتنبي (بقسوة تاريخية موثقة ما زال يتردد صداها الساخر الهادف) بقوله: عليّ نحت القوافي من معادنها وليس ذنبي إذا لم تفهم البقر..! ومن يتابع ما يدور من (انتقادات خاطئة) لقصائد رائعة يجد أن داء الانتقاد المضحك لمن يهرف بما لا يعرف يتكرر بشكل يدعو للشفقة على ذائقة البعض ووعيهم المتدني في الجانب الذي يخص في مداركهم (علم البيان) مثل فن التشبيه وتحديداً أركان التشبيه الأربعة - كالمشبه والمشبه به وأداة التشبيه ووجه الشبه - أو الحقيقة والمجاز أو الاستعارة بأقسامها التصريحية والمكنية أو الاستعارة باعتبار الملائم والاستعارة التمثيلية وكذلك الكناية، وغيرها من الأدلة التي ليست في صالح كثيرين يعيبون نصوصاً هنا، وهناك والعيب في ذوقهم، وهي سلبية (رصدها) أول خطوات علاجها الجاد في إعلام الشعر الشعبي المؤثر بإيجابية يتوخاها كل المنصفين منه دائماً. وقفة للشاعر فراج بن جلبان السبيعي: خدها بدر عشر وخمس ليلة كماله تقطع الناس في نوره فجوجٍ طويله أو كما بارقٍ في الغيم زاد اشتعاله لاكشف بالظلام تشوف بالعين سيله والمعنّق طويلٍ والذوايب جلاله والسهوم الخطيره في العيون الكحيله والوفاء في كلامه والحلا.. في قباله لا تكلّم بحلو الهرج يسحر قبيله