في (نجد) على سبيل المثال من مناطق الوطن الغالي المملكة العربية السعودية عرفنا شعراء سبقونا بأجيال عديدة -رحمهم الله- دون أن نشاهد صورهم أو نسمع أصواتهم، ففي منطقة (سدير) ابن لعبون، وإبراهيم بن جعيثن، وابن ماضي. وفي منطقة (الوشم) البواردي، ولويحان. وفي (العارض) ابن حاذور وفي (القصيم) سليمان بن شريم والقاضي وغيرهم رحمهم الله. فشعر الغزل مهما حاول الكثيرون اعتسافه يظل عصيًّا حتى وإن بدا رقيق المفردات، بدليل أن الكثيرين بل والكثيرين جداً حاولوا انتهاجه رغم كل مقومات الدعم بالإمكانيات الإعلامية في الوقت الحاضر والأغنية ومع هذا دون جدوى لم يبقهم في ذاكرة الذائقة الأدبية الراقية المنصفة إلا القليل جداً. شعر الغزل يحتاج لرقة أفئدة متناهية، ومفردات عذبة، وتصوير دقيق، لا يجيده أي شاعر يخلط بين أساليب الشعر -الأخرى- وشعر الغزل المؤثر، ومن يتناول الموضوع من منظور نقدي بحيادية عن التفاعل الانطباعي الحالم غير المستغرب، يلمس براعة شعراء ذلك الزمان البعيد بلغة السنين وإمكانيات المعرفة والثقافة المتوفرة وندرتها، ومع هذا تتوافر في قصائدهم التداعيات، والأخيلة، والرموز، والصور المبهرة. والأدلة المعروفة للجميع أكبر من الاستشهادات بنصوص معروفة لا تخفى على أحد يعشق الشعر العذب الذي لا يشبهه غيره ويدرك يقيناً من يردد بعض السامريات الشهيرة منذ مئات السنين أن (الحياة حلوة Life is Sweet). وقفة: للشاعر سليمان بن شريم رحمه الله: وحياة ربٍ كمّله بالجمالي من مفرق الهامه إلى حدّ ماطاه إنه منوّل وأمس واليوم غالي وأتلى زمانه بالغلا مثل مبداه ماله حلي إلا مودّة عيالي أصغر عيالي بالغلا كنّه إياه