المؤمل هو أن يكون للشعر الشعبي دوره الحقيقي المجدي الإيجابي المؤثر في الحاضر أسوة بغيره كمتفرع عن الأدب الشعبي الذي لا تخفى أهميته القصوى في حياة الشعوب والأوطان التي تؤثر وتتأثر في كل زمان ومكان بمقومات حضارتها الممتدة لمجمل أزمنة تاريخها الماضي، والحاضر، والمستقبل والمملكة العربية السعودية التي وحدها وأسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه - كان أول موثق لمراحل توحيد الوطن على يديه -الشعر الشعبي- متمثلاً ذلك بحربيات (قصائد العرضة) للعوني، وابن دحيم، وابن صفيان، والجبيله، والعريني وغيرهم رحمهم الله. والشعر الشعبي هو الموثق الجغرافي، والأدبي، والتاريخي، وما استشهادات كبار الأدباء والمثقفين في أمهات كتبهم المعروفة كالشيخ حمد الجاسر، والشيخ عبدالله بن خميس رحمهما الله إلا إشارة عابرة لذلك دون التوسع في إيضاحه كدليل ساطع مشرف. وإذا ما سلطنا الضوء على جدوى الشعر الشعبي في الوقت -الحاضر- فإن غياب الاهتمام به - إلى حد ما - بحجة عدم إعطائه أكبر من حجمه كما يلمس المتابع الدقيق لما يطرح من البعض بشكل عشوائي وانطباعي هو مأخذ على صاحب هذا الرأي وليس على الشعر لافتقار طارحه للموضوعية والتوثيق العلمي الدقيق، كذلك من جهة أخرى البعض عمَّم في أن مجمل ما يطرح من الشعر في وسائل الإعلام وخصوصاً القنوات الفضائية هو تكريس للعصبيات والتسول وهذا تعميم غير مقبول وإن كان صحيحاً لو أشار للبعض كراصد يهدف لتعديل ما اعوج من جانب من جوانب إعلام القنوات الفضائية التي حملت اسم الشعر الشعبي وهو من بعضها براء، والأهم من ذلك كله أن تكون هناك (آلية رسمية ملزمة من أصحاب القرار) بلوائح ثابتة تتمثل بلجان رسمية للشعر الشعبي تكرس للحس الأمني من خلال القصائد التي تنشر الوعي المثالي في هذا الجانب لحماية النشء الغض من اختراقات المتربصين بالشبكات العنكبوتية وغيرهم وكذلك محاربة داء المخدرات وغيره بحيث يفسح المجال للشعراء وفق آلية رسمية ببث هذا التوجه الإيجابي عبر الأمسيات الشعرية في مناطق المملكة العربية السعودية الوطن الغالي في المواسم الصيفية والمجمعات المدرسية بدعم إعلامي رسمي وتحفيز الإعلام الخاص أيضاً على ذلك، ولتمتد أيضاً إيجابيات هذا الأمر للسياحة الداخلية التي ينتظر من «الشعر الشعبي» دعمها بشكل قوي لو أتيحت الفرصة له كما يجب، ولا يخفى على أحد أن شعوب الخليج وهي من أكثر الشعوب ملاءة مادية تقرض الشعر الشعبي ويستهويها لأبعد مدى، وأخيراً يجب عدم تكرار العيوب التي وقعت فيها بعض لجان الشعر هنا وهناك التي اجتهد البعض وارتجل حلوله وما هدف إليه سلباً وإيجاباً ليعود الأمر في مجمله كما بدأ وهكذا دواليك، كذلك ملاحظة سلبية تتمثل في أن بعض الشلليات لتكريسها لعصبيتها من جهة وانتمائها لبعض المجلات الشعبية من جهة أخرى كانت تخترق بعض لجان الشعر لتمرير أسماء شعرائها لتلميعهم وانعكاس ذلك على مبيعاتها (كمجلات شعبية) دون أدنى اكتراث بالجوانب الأهم الأخرى وأهمها الوطنية الغالية المشرفة، التي هي ملك للجميع دون مزايدة أو تفريط.