أهم.. لا بل أصعب ما يواجه اتحاد الكرة في المرحلة الراهنة وفي تحضيراته وأفكاره وبرامجه للموسم المقبل يتمثّل في إقرار الروزنامة المناسبة, شكلها، مسابقاتها، مواعيدها عدم تداخلها مع الاستحققات الخارجية والدولية للأندية والمنتخبات..؟ لضمان نجاح روزنامة الموسم المقبل لا بد من رصد ومراجعة ومعرفة إيجابيات وسلبيات الموسم الحالي من حيث المدة والبرمجة وعدد ونوعية المسابقات, وعندها سيجد المعنيون في اتحاد الكرة أن هنالك أخطاء تنظيمية فادحة في الموسم الأخير أضرت بالجميع وجعلتنا كمتابعين وجماهير نصاب بالملل والتعب والعزوف عن الاهتمام به ومتابعة منافساته بسبب طول مدته لما يقارب ال 11 شهراً, فضلاً عن فترات الإعداد والمعسكرات التي سبقت الموسم, فما بالكم بالإداريين والمدربين واللاعبين وكذلك الحكام والإعلام واللجان المعنية في الاتحاد.. موسم يستغرق العام كله من الطبيعي أن تكون مخرجاته الفنية على الأندية والمنتخبات سيئة ومربكة ومرهقة إدارياً وبدنياً ومالياً, وأن تنقلب فيه الإثارة والتشويق بالنسبة للجماهير إلى عناء وإعياء وصداع واشمئزاز, من هنا ومن أجل موسم كروي ناجح مقنن ومتوازن نتطلع إلى أن يطبق اتحاد الكرة نفس عدد المسابقات في الدول الأخرى, وأن يعيد في اجتماعه القادم الحاسم النظر في أسلوب ونظام بطولة كأس الملك للأبطال وكأس الأمير فيصل بن فهد, ومثلما يقام كأس السوبر في العديد من الدول المتقدمة كروياً بين بطلي الدوري والكأس سواء في نهاية الموسم نفسه أو يؤجل إلى بداية الموسم القادم فلماذا لا يكون كأس الملك لدينا بهذا الشكل؟ أما بطولة دوري الأمير فيصل بن فهد فمن الممكن أن تستمر بنفس المسمى ولكن ليس للفريق الأولمبي فقط وإنما تدمج مع الدوري الممتاز لدرجة الشباب.. أضحوكة لا أظن أن مسلسلات وبرامج التهريج والابتذال والابتزاز الهابطة التي عادة ما تعكر نقاء وصفاء وجمال وروحانية شهر رمضان المبارك تستطيع أن تقدم للمشاهد غثاءً جديداً ومختلفاً يفوق بشكله ومضمونه ما تفرزه وتنتجه وتتحفنا به في بعض البرامج الرياضية بعد أن صارت مرتعاً خصباً للعابثين والرعاع ومسرحاً رحباً سهلاً يستقبل ويحتفي بكل من لديه موهبة الإضحاك وهوس الشتم والطعن والإيذاء.. اليوم وبسبب هؤلاء صرنا أمام أزمة إعلامية حقيقية بات المشاهد يلمحها ويتذمر منها بصورة غير مسبوقة, برامج تبحث في غالبيتها عن لفت الانتباه وجذب المشاهدين بملاسنات غوغائية وبلغة عراك متشنجة وغير لائقة, صحفيون ومحللون ولاعبون سابقون أصبحوا يتباهون عياناً بياناً بتعصبهم لأنديتهم, همهم وهدفهم النيْل من سمعة وحقوق الآخرين وتصفية الحسابات الشخصية معهم, لا يقدمون طرحاً مفيداً ولا يضيفون شيئاً مهماً للمتلقي, بقدر إسهامهم بنسبة كبيرة في تأزيم وتأجيج واحتقان الوسط الرياضي, لم تعد هنالك روابط ثقة واحترام متبادلة بين أطراف ومكونات المجتمع الرياضي, سادت في تعاملاته وحواراته واختلافاته أجواء الشك والريبة والأنانية.. من جديد نكرر ونقول: لسنا بحاجة للمزيد من الحروب السخيفة والصراعات العنيفة في مجال رياضي يستوعب الجميع بمختلف تصنيفاتهم وانتماءاتهم ومواقعهم, وهو للتشويق والإمتاع والإبداع أقرب من أي شيء آخر.. *** بعد نجاح وملاءمة هذا الموعد في لقاء الهلال والاتحاد في الرياض ما الذي يمنع اعتباراً من الموسم القادم من تجربة إقامة المباريات بعد صلاة المغرب؟ مستوى الهلال في المواجهات الأخيرة كشف بجلاء لا يقبل التبرير عن أن هنالك أوراقاً زرقاء فنية وإدارية وعناصرية كثيرة تحتاج إلى إعادة ترتيبها.. نوعية تعاقداتها وسرعة تحركاتها ودقة اختياراتها تأكيد جديد على أن الادارة الشبابية تعمل بدهاء وحنكة واحترافية.. بعيداً عما جرى البارحة فإن الهلال لم يسجل في أربع مباريات خاضها هذا الموسم أمام الاتحاد سوى هدف عبد العزيز الدوسري في لقاء دوري أبطال آسيا.. الغريب أن هذا يحدث على الرغم من ضعف خط دفاع الاتحاد الذي كان ممراً سهلاً لمهاجمي جميع الفرق صغيرها وكبيرها باستثناء الهلال.. اليوم أمام رديف الوحدة وفي النهائي عندما يلتقي الاتحاد المتداعي هل يفعلها الأهلي ويستفيد من فرصة إحراز بطولة غالية ومهمة قد لا تتكرر..؟ مختار فلاتة مهاجم خطير سيكون له شأن كبير في سماء الكرة السعودية, لذلك أتصور أن بقاءه في الوحدة لن يطول.. ما تعرض له الحكم الدولي خليل جلال يجب أن لا يمر مرور الكرام, ولا بد من إيضاح ملابساته كاملة وبكل شفافية..