تجمع كافة الشواهد على أن المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله- وضعت كلتا قدميها بثبات وقوة على سلم العزة والمجد والنهضة والرقي، فلا يمر يوم إلا وتدشن حكومتنا الرشيدة من المشاريع والبرامج التي تخدم المواطن وتحقق جانبًا كبيرًا من رفاهيته. لكني سأتوقف قليلاً هنا عند الإعلان عن إطلاق انتخابات أعضاء المجالس البلدية في نسختها الثانية التي جاءت - باعتقاد الكثيرين- لترسخ المفاهيم العميقة التي طرحها وأكّد عليها خادم الحرمين الشريفين من أن المواطن هو هدف التنمية وغايتها في آن واحد، وأن العمل يجري على قدم وساق من أجل جعل المواطن السعودي جزءًا أصيلاُ من خطط التنمية المستدامة التي تعيشها المملكة منذ أكثر من خمس سنوات منذ مبايعة الملك عبد الله بن عبد العزيز وتوليه للحكم. لقد تابعت التصريحات الرسمية التي صدرت حتى الآن من اللجنة العامة لانتخابات أعضاء المجالس البلدية ومسؤولي وزارة الشؤون البلدية والقروية، بعدها أحسست أن هذه الانتخابات ستكون مختلفة عن الدورة الأولى بشكل كبير من حيث التعديلات المهمة التي أدخلت على نظام الانتخاب مثل زيادة عدد أعضاء المجالس البلدية إلى (1632) عضوًا مقارنة ب(1212) عضوًا في الدورة السابقة، والمجالس البلدية من 179مجلسًا إلى 285 مجلسًا، ورفع عدد الحد الأدنى لأعضاء المجالس البلدية إلى ستة أعضاء، وغير ذلك من تعديلات. إن ما سبق من تعديل في نظام الانتخابات يعكس الرغبة القوية من وزارة الشؤون البلدية والقروية في إيجاد مجالس قوية ومرشحين أكفاء تقع عليهم مهمة تقديم المزيد من الخدمات للعمل البلدي والخدمي وتحقق للمواطن ما يصبو إليه من تطلعات في وجود خدمات متميزة في مجالات الصحة والبيئة والنظافة والحدائق والأبنية وغيرها من الأمور التي تعكس حضارة المواطن السعودي. ولا شك أن هناك عبئًا كبيرًا ملقى على عاتق الناخب في هذه الانتخابات من حيث إعطاء صوته لمن يستحقه، إضافة إلى حرصه على المشاركة في عملية التصويت من خلال قيد اسمه في قائمة الناخبين وهذا أمر مهم يؤشر لرقي المواطن وحرصه على ممارسة الحق في اختيار المرشح المناسب الذي يحمل آماله وطموحاته في خدمات بلدية فاعلة ويطرحها أمام المسؤولين. أما المرشح، فأرى أنه تقع عليه مهمة كبيرة أولها ضرورة أن يرى في نفسه القدرة على البذل والعطاء وخدمة أهالي دائرته الانتخابية الذين هم جزء مصغر من الشعب السعودي، كما أن عليه أن يحرص على تقديم كل ما من شأنه الارتقاء بمنظومة العمل البلدي والخدمي في دائرته. إننا في هذا العهد الزاهر نعيش فترة التطور والرقي في كل ميادين الحياة التي تبنى خادم الحرمين الشريفين قيادتها ودعمها ودعوة المجتمع السعودي إلى خوض غمارها فقام - حفظه الله- بالدعم والعطاء والسخاء لكل الميادين، حتى أثمرت تلك الجهود العظيمة ثمرات عديدة محليًا وخارجيًا وفي كل جوانب الحياة وأصبحت المملكة على خريطة كبريات الدول في العالم لمكانتها الاقتصادية وثقلها السياسي، فالجميع يرى أن السياسة الداخلية والخارجية التي ينتهجها المليك وحكومته الرشيدة تسير على الطريق الصحيح، حيث تهدف في الداخل إلى المزيد من الرفاهية للمواطن السعود، أما في الخارج فهي للتأكيد على مكانة المملكة وثقلها بين مختلف دول العالم. إن هناك كلمة أوجهها إلى وزارة الشؤون البلدية ووزيرها النشيط سمو الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز صاحب الخلق الرفيع، ومعالي الاستاذ عبد الرحمن الدهمش رئيس اللجنة العامة لانتخابات أعضاء المجالس البلدية الثانية، ورؤساء المناطق، وأمناء البلديات على مستوى المملكة، وهي أننا ننتظر العديد من الوزارة ونعلم أن لسموكم ولمعاونيكم الكثير من الرؤى الخلاقة لتحقيق الكثير من طموحاتنا فإلى الأمام وفقك الله. رئيس مجموعة الحكير للسياحة والتنمية