أسهمت مساعي صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة القصيم في عتق رقبة الجاني بندر بن عبدالله اليحيى التميمي بعد أن أقنع أبناء وأسرة القتيل في التنازل عن القاتل لوجه الله تعالى من دون قيد أو شرط، وذلك عندما قام سموه بزيارة لأسرة القتيل بمنزلهم ببلدة الركيبية جنوب محافظة الشماسية التابعة لمنطقة القصيم والتقى سموه بأسرة وذوي القتيل وسعى ليتنازلوا عن الجاني طلباً للأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى؛ حيث استجابوا لشفاعة سموه الكريم بعد أن رفضوا الكثير من الشفاعات للتنازل من أجل إسقاط الحق بالقصاص من القاتل وأعلنوا تنازلهم لوجه الله تعالى وطلباً للأجر والمثوبة. وأعرب سمو نائب أمير منطقة القصيم عن شكره وتقديره لأبناء وأسرة القتيل على تجاوبهم ونبلهم وكرمهم بعتق رقبة قاتل والدهم احتساباً لرضا الرب وتقرباً إليه جل وعلا داعياً الله أن يجعل ذلك في موازين حسناتهم. وأكد سموه أن قيم التكافل الاجتماعي مستمرة في بلادنا وان الإنسان أياً كان معرض لارتكاب الأخطاء، مؤكداً أن مساعي الخير والصلح تتم بتوجيهات من ولاة الأمر وأن التنازل لوجه الله تعالى فيه أجر عظيم، ووصف سموه استجابة أسرة القتيل بالموقف المشرف الذي يعكس ما يتصفون به من أخلاق حميدة، وقال لهم: قدمتم عملاً نبيلاً أجره من الله ومغفرته وثوابه أعظم من الدنيا وما فيها، مؤكداً أن عتق الرقاب من الأعمال المحببة إلى المولى عز وجل، داعياً الله أن يسكن المجني عليه فسيح جناته وأن يعوض أهله وذويه الخير والثواب، وقدم سموه شكره لكل من سعى بالصلح وتقريب وجهات النظر بين الطرفين كما جدد الشكر والتقدير لأسرة القتيل على تنازلهم غير المشروط. وكان الجاني بندر اليحيى التميمي والبالغ من العمر 33 عاماً أقدم على قتل مطلق بن محمد المطيري في مساء يوم الثلاثاء الموافق 6-5-1423ه نتيجة خلافات شخصية نشبت بينهما وصدر في حقه حكم بالقصاص. وأبدت أسرة الجاني بندر التميمي عظيم شكرها وعرفانها لأبناء وأسرة المجني عليه لتنازلهم عن ابنهم لوجه الله تعالى مثمنين الدور الكبير والشفاعة التي قدمها سمو نائب أمير منطقة القصيم مؤكدين أن ذلك ليس بمستغرب من ولاة الأمر في بلادنا -حفظهم الله- الذين دأبوا على الوقوف مع المواطن في السراء والضراء، لافتين إلى أن خبر العفو والتنازل أثلج صدورهم سائلين الله سبحانه وتعالى أن يتقبل من سمو نائب أمير القصيم هذا العمل الإنساني وأن يكتبه في ميزان حسناته وأن يوفقه لما فيه الخير، مشيدين بموقف أبناء وأسرة القتيل على تنازلهم وقبولهم شفاعة سمو نائب أمير القصيم، داعين الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته. وأعرب فالح بن محمد المطيري شقيق المجني عليه وأبناء القتيل «محمد وسعد» وأسرته عن شكرهم لله سبحانه وتعالى أن من عليهم ووفقهم لهذا العمل الخيري النبيل داعين الله أن يقبله منهم، ومعبرين عن اعتزازهم بموقفهم الذي سجلوه بين يدي نائب أمير منطقة القصيم مؤكدين أن شفاعته ووجاهته بالتنازل عن الحكم الشرعي حدت من إصرارهم على التنفيذ وغسلت ما كان يختلج في نفوسهم. وقال: إن زيارة سمو نائب أمير القصيم لنا في منزلنا وشفاعته كانت محل تقدير واحترام من جميع أسرتنا فوفقنا الله بحمده بقبولها وكسب رضا الله عز وجل ثم رضا ولاة الأمر حفظهم الله. وحضر الاستقبال كل من: إبراهيم بن عبدالله المطرودي رئيس المحكمة العامة بمحافظة عيون الجواء والشيخ إبراهيم بن عبدالكريم المزيني القاضي بالمحكمة العامة ببريدة وعبدالله المجماج رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعنيزة والعقيد صالح اليامي مساعد مدير شرطة منطقة القصيم والعميد الدكتور عبدالله الغفيص قائد مدينة تدريب الأمن العام بالقصيم والذين كان لهم دور مساهم بالإضافة إلى راشد بن صالح الشلاش عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعنيزة والذي كان له دور كبير في تقارب وجهات النظر حتى تم التنازل.