دأبت الكثير من المجلات والقنوات الفضائية الشعبية على نهج يخصّهم لأسبابهم في تلميع الشعراء بشكل شخصي بعيداً عن المنهجية الجادة الراقية المنصفة في خدمة الشعر الشعبي وتاريخه كما يجب، وهذه حقيقة ماثلة لعين كل منصف لا تحتاج لأدنى جهد لرصد الأمثلة والأدلة. ولست ضد التلميع المجدي بلغة الإعلانات التجارية لكنني وكل منصف ضد التذرع بالحضور باسم الشعر (المتدني في مستواه من منظور نقدي) للتلميع والبهرجة الشخصية الساذجة كمهزلة مكشوفة تسيء لتاريخ الشعر الذي عانت ساحته - للأسف - وعلى مرأى ومسمع الجميع أمراضاً كثيرة تحت غطاء الشعر - كتقديم من لا يستحق على حساب من يستحق - وكالتسول الذي ظلمنا وأظهرنا كمنتمين للساحة الشعبية على أن لنا علاقة بالتسول والشحاذة مهما أكرمنا الله وله الفضل والمنة بعزة النفس والترفّع عن كل أمر مهين للنفس والسمعة والكرامة الشخصية، وبالتالي فإن التحفظ عن المواجهة في هذا الشأن من الجانب الإعلامي لا يعتبر تحفظاً وترفعاً بل سلبية تؤول بأن لها صلة بالمصالح المتبادلة تارة، ولفزعة العصبيات المكشوفة تارة أخرى وهلم جرا!! وكل ذلك عبث بتاريخ الشعر الشعبي الذي لن يرحم تاريخه كل من أساء إليه في أي جانب منه، كما أن صمت الكثير من الأصوات الاعلامية المنصفة يعتبر سلبية أقرب للتخاذل غير المقصود لان الرصد أول خطوات العلاج، فمجتمعنا السعودي العربي المسلم قدوة لكل المجتمعات الأخرى في عزة النفس والإباء واللحمة الوطنية وإنصاف الجميع منذ الأزل والمثل يقول (الخير يخص والشر يعم) ولا يكفي أن يبرئ البعض ساحته من سمعة سيئة آمل ألا تمتد للجميع في الساحة الشعبية إن لم تحسم بشكل رسمي ونظامي وموضوعي يوقف مهازل كثيرة لا تليق بالشعر الشعبي الحقيقي وأهله.