أجمع عدد من التربويين ومشرفات رياض الأطفال وعدد كبير من أولياء أمور الطلاب والطالبات على أهمية قرار وزارة التربية القاضي باستثناء الطلاب والطالبات الذين أنهوا التمهيدي من رياض الأطفال ممن تقل أعمارهم عن 6 سنوات بمائة وثمانين يوماً فما دون من السن النظامية المحددة للقبول بالصف الأول ابتدائي.. ووصفوا في تصاريح ل(الجزيرة) هذه الخطوة بأنها تأتي في ظل تسارع خطوات التنمية والتطوير والقفزات في المجال التربوي برعاية قائدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتحقيقًا للاستثمار الأمثل في الفكر البشري. وفي البداية أكد مدير مكتب التربية والتعليم بالرائد د. عبدالله محمد المهنا أن وزارة التربية اتخذت خطوة رائدة من حيث استثناء قبول التسجيل للطلاب والطالبات الذين لم يكملوا بعد 6 سنوات، وذلك تلبية لمعطيات رقي العقل البشري، ومسايرة الثقافة السائدة، التي أخذت تضغط على المجتمع التربوي لتحقق رغبة أولياء الأمور في تسجيل أبنائهم الذين لم يكملوا السن النظامي للقبول، وقد تدرجوا من الروضة ثم التمهيدي. وأضاف: إن الدراسات العلمية التي صدرت -فيما اطلعت عليه- وحذرت من اقتحام طفولة أبنائنا ركزت على السن الخامسة وما دون ذلك، بينما وفق النظام الصادر يكون الطالب قد أكمل 5.5 سنوات، وأبناؤنا وبناتنا يتفاوتون في نموهم ونبوغهم، فمن حقهم علينا أن نحفظ لهم هذه الموهبة وأن نقوم بحقها، ونرعاها حق رعايتها. من جهته أكد مدير خدمات الطلاب المستشار التربوي د. عبدالله بن ناجي آل مبارك على أهمية التعليم المبكر بإلحاق الطلاب والطالبات بالمرحلة التمهيدية عبر رياض الأطفال وأشاد د. آل مبارك بقرار سمو وزير التربية والتعليم بضرورة إكمال المرحلة التمهيدية عبر حزم من المهارات النمائية لكي يتسنى تسجيله في المرحلة الابندائية حتى لو لم يتم 6 سنوات وألمح د. المبارك إلى تغير خارطة التعليم بدخول مرحلة رياض الأطفال إلى حيز الاهتمام من المجتمع مما سيساعد على الاستثمار الأمثل لعقليات أطفالنا ويرفع من نسبة المهارات النمائية والتحصيل العلمي في مراحل التعليم العام. وذكرت معلمة رياض الأطفال هنادي الرشود أن مرحلة الطفولة تعد من أهم المراحل في حياة الإنسان لذا فهي تحتاج إلى بيئة غنية بمصادر الخبرة فهي بذلك تمهد له طريق العلم والمعرفة، لذا تأتي أهمية هذا القرار في إتاحة الفرصة للطفل في الدخول لعالم المعرفة منذ وقت مبكر فهو يتلمس حاجة المجتمع لتطوير أبنائه باعتبار الطفل هو أحد الركائز الأساسية في رقي مجتمعه الذي يعيش فيه. فيما أكدت معلمة رياض الأطفال نورة الحرقان أن هذا القرار فيه تأكيد على أهمية التعليم المبكر للطفل وتعزيز لأهمية إكسابه المهارات التعليمية في وقت مبكر وتتوافق مع المستوى الفكري والعقلي والنفسي للطفل في عالم اليوم الذي يزخر بالعديد من التطورات التكنولوجية والعلمية. وأوضح المعلم بندر الضعيان أن الاهتمام بالطفل في هذه المرحلة يكسبه العديد من المهارات والمعارف التي تتناسب مع تلك المهارات التي اتقنها واكتسابها في مرحلة التمهيدي والتي ستعود إليه فوائد تربوية ومعرفية. إلى ذلك قال المشرف التربوي عبدالمحسن أباحسين إن الطفل يكسب المهارات والخبرات السلوكية في الممارسات التعليمية التي يكتسبها في مرحلة التمهيدية وبالتالي يكون على استعداد تام لتلقي المعلومات والخبرات في الصف الأول الابتدائي، فالقرار سيخدم جوانب كثيرة منها مراعاة الجوانب العلمية والعقلية وتوافقها مع الخصائص العمرية التي يتميز بها الطفل في هذه المرحلة. وذكر الأستاذ متعب الرشود أن القرار يستوعب شريحة من الطلاب ويحقق لهم النضوج العقلي والاستعداد المهاري، لكن السؤال هل إمكانات المدراس وسعتها تسمح بتنفيذ هذا القرار الإيجابي. من جهتها أكدت مديرة الإدارة العامة لرياض الأطفال الأستاذة حصة عبدالعزيز الدباس على أن مرحلة الطفولة المبكرة (من الولادة - 8 سنوات)، تمثل أهمية كبيرة للطفل والأسرة والمجتمع والوطن بشكل عام حيث يسهم بفعالية في تنمية وتشكيل شخصية الطفل وإكسابه المهارات والمعارف والسلوكيات التي تساعده على التعامل بنجاح مع مجتمعه وأوضحت الدباس أن الاهتمام بإلحاق الطفل بالروضة والتدخل المبكر سيساعد على حل الكثير من المشاكل التي تواجه الطفل في جميع مجالات نموه ويؤدي إلى انخفاض التكاليف وتقليل الهدر التربوي حيث يحد من التسرب والرسوب وجنوح الأحداث ويزيد من نسبة إتمام الدراسة والتفوق الدراسي ويحسن أداء المواطن لواجباته وإنتاجية الوطن على المدى البعيد.. وعلى صعيد متصل ثمّن عدد من أولياء أمور الطلاب قرار وزير التربية والتعليم باستثناء الطلاب والطالبات من السن النظامي المحدد للقبول بالصف الأول الابتدائي الذين أنهوا التمهيدي من رياض الأطفال وتقل أعمارهم عن ست سنوات، مؤكدين أن القرار يصب في مصلحة الطلاب الذين التحقوا بصفوف رياض الأطفال وتعلموا المبادئ الأساسية في القراءة والكتابة مما يؤهلهم الالتحاق بالأول الابتدائي وهم على دراية كافية باساسيات التعليم. وأكدوا أن ذلك يصب في مصلحة التعليم العام وتخريج أجيال في المستقبل من الطلاب والطالبات المؤهلين والقادرين على الالتحاق بالجامعات واختيار التخصصات التي يرغبونها بكفاءة واقتدار منوهين بأن قرار وزير التربية يمكن الأطفال من اكتساب المهارات في سن مبكرة. واعتبر المشرف التربوي عبدالله الركبان وناصر بن مسلم ومحمد زكري وفهد الحقباني دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين لرياض الأطفال ومنحه اهتماماً خاصاً من خلال الدعم المالي والاستقلالية بالمرحلة في مبانيها سيؤتي ثماره خلال السنوات المقبلة وأكدوا على أهمية التعليم المبكر وتنمية القدرات التي يمتلكها الأطفال ويختزنوها عبر قدراتهم العقلية والبدنية وشددوا على أهمية رصد واقع رياض الأطفال والعمل على تطويرها.