تمر بنا في هذه الحياة أشكال وألوان من البشر، وأصناف وأنماط من الشخصيات، شخصية عنيدة، شخصية ودودة، شخصية حقودة، شخصية محبة، شخصية شريرة، شخصية مكشوفة، شخصية غامضة، شخصية مثقفة، شخصية تتصنع الثقافة، في غمار هذ البحر من الناس، الذين نلقاهم في كل مكان،فيه من تحس من بينهم بأن هناك ما يشدك نحوه، فتحبه وترتاح له وتؤنس برؤيته، وتلقاه في كل وقت، فلا تمله مثله مثل نسمة الربيع على النفس، بكل ما يحمله الربيع من أنفاس الرياحين والفل والأقحوان، وفي المقابل تجد أناسا مزيفين مثلهم مثل العملة المزيفة، لا تفيد منها، وقد تخسر لو حملتها في جيبك، وتم القبض عليك، ولن تجد من يقبلها منك، هؤلاء لا نفع منهم، والإبقاء عليهم فيه ضرر، وتركهم راحة والإمام الشافعي يقول: إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا فدعه ولا تكثر عليه التأسفا ففي الناس أبدال وفي الترك راحة وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا فما كل من نهواه بهواك قلبه ولا كل من صافيته لك قد صفا إذا لم يكن صفو الود طليعة فلا خير في ود يجيء تكلفا فالشخص الذي لا يبادلك التقدير، عامله بالمثل ولا تبادله التقدير، ومن يقدر إنسانيتك، ويضع لك وزنا ويراك بعين من التقدير والاحترام، بادله أضعاف هذه المودة والمجتمع الذي لا ترى فيه قيمتك، فاهجره، ولا تأسف على تركه، فقد تجد البديل خيرا منه هكذا تعلمنا من الحياة كيف نخوض غمار الحياة مع من نقابلهم، ولا نطلق عليهم أصدقاء حتى تثبت لنا الأيام صدق مودتهم، وإلا مع السلامة غير مأسوف عليهم.