ارتبطت إنجازات الملك عبدالله بعدد من الإنجازات الحضارية: السياسية والصحية والطرق والاقتصاد والتعليم والشؤون الاجتماعية؛ لكن أبرز الإنجازات الداخلية التطويرية مشاريعه في التعليم العالي حيث قفزت الجامعات من ( 8) جامعات إلى 32 جامعة حكومية وأهلية, والعشرات من الكليات الجامعية المستقلة والتي تستعد لتتحول إلى جامعات, وقفز رقم الابتعاث من توقف شبه تام عام 1405-1985م إلى أن تجاوز الرقم (125) ألف طالب وطالبة, ومتوقع أن يصل الرقم إلى (200) ألف مبتعث، ووصل عدد طلاب الجامعات السعودية إلى مليون طالب وطالبة، كل هذه التغيرات حدثت من عام 1423ه 2003م وحتى الآن 1432ه 2011م أي منذ أن تولى الملك عبدالله زمام إدارة البلاد، وبعد أن تولى الحكم 1426ه تضاعفت الأرقام, وهذه الإحصاءات قابلة للزيادة والقفز إلى أرقام كبيرة وأبرز تلك المشروعات هي أولاً: إنشاء جامعات المناطق والمحافظات. ثانياً: برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي للجامعات العالمية. ثالثاً: برنامج الملك عبدالله للمنح الداخلية في الجامعات السعودية. وقد خطط لهذه المشروعات وأشرف عليها منذ عام 1423ه الملك عبدالله التي تعد بعد النجاحات السياسية والاقتصادية للمملكة الأبرز بين مشروعات المملكة الحضارية لأنها بمثابة الطفرة الثانية طفرة تطوير الموارد البشرية بعد أن شهدت المملكة الطفرة الاقتصادية الأولى العمرانية عام 1395ه 1975م. لذا يجب أن لانفوت الفرصة على أنفسنا في تدوين سجلنا الحضاري كما فرطنا في كتابته في الطفرة الاقتصادية الأولى، حيث لم تسجل تلك المرحلة بالشكل المنهجي، وكأنما عمراننا تم بغفلة من الزمن.. الأطراف التي شهدت مرحلة الملك عبدالله في بناء الجامعات السعودية والابتعاث تقع عليها مسؤولية توثيق المرحلة. أذن لماذا لايتولوا كتابة تلك المرحلة التاريخية وهم رافقوا بناء المدن الجامعية منذ أن كانت أراضي بيضاء وجرداء كومة من رمال أو تلال وهضاب صغار حتى أصبحت جامعات ومدن جامعية. كانوا فيها يلبسون أكثر من خوذة لأعمار تلك الجامعات: قبعة تخطيط المدن الجامعية, وخوذة المقاول المعماري، وعقال الإداري المنفذ. كما كانوا من المخططين البارزين لمشروع الملك عبدالله للابتعاث ليس بداعي فك احتباس قبول الطلاب بل لتوطين الوظائف لمشروعات بدأها الملك عبدالله بالتزامن: المدن الجامعية، المدن الاقتصادية، المدن الصناعية، المدن الطبية، ومدينة المركز الماليفكانوا يعون جيداً أن المبتعثين للدراسات العليا في الجامعات العالمية وخريجي الجامعات السعودية من أجل سد احتياج تلك المدن الحضارية والمالية والصناعية. ولا يخفى على أحد أن تلك المشروعات عرفت غزارة الدعم المالي والمعنوي من ملك البلاد. وحتى لا نفوت فرصة كتابة سجلنا الحضاري التعليمي فأنه من المناسب البدء بتدوين هذه المشروعات.