ورحل ذلك الرمز الأدبي الكبير بعد أن أعطى الكثير من جهده ووقته وفكره.. رحل الأديب والمؤرخ والشاعر الشيخ عبدالله بن خميس -رحمه الله- وصار إلى جوار ربه راضياً مرضياً.. كان رجلاً فاضلاً، كافح قدر استطاعته مساهماً في خدمة وطنه في مجالات شتى.. رحل بعد أن ترك أرثاً ثرياً من العطاء الفكري مما يتجلى فيما صار من مؤلفاته العديدة والقيمة.. والتي أخذت مكانها في رفوف المكتبات العامة والخاصة.. مثلما أخذ هو تلك المكانة اللائقة به لدى أبناء وطنه ممن يجلونه ويقدرونه حق قدره.. وممن يتابعون نثره وشعره مما كان عبر الصحف والمناسبات كما متابعتهم له في النقد والتراث.. ولعلي من بين من أتيح لهم مجالسته وإن على قلة من وقت ولكن صلته به كانت عن طريق قرأتي لما كان له من تلك المؤلفات على تنوعها أو فيما كان يكتبه من النثر والشعر والتي تحمل الكثير من المفيد مما لا يستطيعه غيره.. كان الشيخ عبدالله بن خميس -رحمه الله- قيمة وقامة عالية ورمزاً وطنياً بحق وممن يمكن أن يُقال عنه الكثير.. إنه رمز نجاح متصل، ولعل تأسيسه لصحيفة (الجزيرة) الغراء مما صار له الشأن الأبرز في حياته، تلك الصحيفة التي وصلت إلى ما وصلت إليه من الانتشار والشهرة والتميز اللافت لاسيما فيما صار لها من مساهمات وأدوار في مختلف الأنشطة الأدبية والمجتمعية مما صار ملئ السمع والبصر بفضل جهود القائمين عليها ولتصير فيما صارت إليه.. ولتصير إحدى العلامات البارزة في تاريخ مؤسسها الشيخ عبدالله بن خميس والذي نسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان. وكما قال الشاعر محمد مهدي الجواهري في مرثيته لصديقه شاعر النيل حافظ إبراهيم -رحمهما الله: نأت رعايتنا عنه وفارقنا فراق محتشم فليرعه الله خاض الزمان وأبلاه ممارسة لم يخف عنه خبئ من ثناياه عبدالرحمن الشلفان