عندما اطلعت على خبر فوز القاص والروائي السعودي الصديق يوسف المحيميد صاحب زاوية (نزهات) بالجزيرة بجائزة «أبي القاسم الشابي» للرواية العربية بدورتها الرابعة والعشرين عن روايته « الحمام لا يطير في بريدة «. في وقت تنافس فيه على الجائزة 130 روية قدمها روائيون من 14 بلداً عربياً بعد أن حققت انتشاراً واسعاً وتمت طباعتها أربع مرات، وبعد أن قرأت ما أشير عنها في سياق الخبر الذي تناقلته مختلف الصفحات الثقافية في الصحف الورقية أو المواقع الإلكترونية ذات الاختصاص بأن الرواية استندت إلى تصوير مشاهد من الواقع في إطار النسج الخيالي الذي صاغه الكاتب بطريقة جعلت الرواية تحقق تميزاً فنياً وأدبياً، عادت بي هذه العبارات إلى مجال آخر أشعر أن لم يعد له في مساحة إبداع المحيميد سوى الذكريات أو ما تحتضنه ألبوماته من صور فوتوغرافية كان ولازال له بها الكثير من الإعجاب في ذاكرة من عرفوه مبدعا في التعامل مع الكاميرا لالتقاطه ما هو أبعد من الشكل فأصبح أحد رواد هذا المجال الفني الصعب المراس لتلقيه فيه علما ومعرفة وقدرة على تحويل الصورة إلى قصة ورواية وقصيدة، شكل من خلالها حالات فرح أو سبيل لاستعادة ذكرى في شريط الخيال من واقع مضى وأصبح كالأحلام أو وخز يلفت النظر تجاه واقع ما. بهذا الفوز وبما حققه الزميل الجميل خلقا وابداعا وتعاملا مع الآخر من نجاح في مرحلة سابقة روض فيها العدسة واصطاد بها اللحظة ملتقطا صوره من الواقع (بعدسة آلة التصوير) وبما حققه من نجاح في التقاط الواقع بصريا (بوجدانه قبل عينه) ليحيلها إلى علم من صور في خيال الرواية بطيف يترك للقارئ جمعه وإعادة تركيبه. بعد هذا كله يستحق أن أقول عنه كما قالت جوائزه فيهما جميعا إنه مبدع الصورتين.