التويجري دشن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم مؤخراً قلعة الراضي الطينية في حي الريان بمدينة بريدة والتي نفذتها شركة علي بن سليمان الراضي وأولاده للتراث وأعلن سموه إطلاق شركة متخصصة بالطين للبناء على أحدث طراز عمراني وتجول أمير القصيم فور وصوله بحضور عدد من المسؤولين بالمنطقة على رأسهم وكيل الإمارة المساعد عبدالعزيز الحميدان والدكتور جاسر الحربش المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة القصيم والمهندس أحمد السلطان أمين منطقة القصيم وأمين عام الغرفة التجارية الصناعية الدكتور فيصل الخميس داخل القلعة التراثية التي تبلغ مساحتها الإجمالية (6300) متر مربع وبلغت تكاليف بنائها أكثر من عشرة ملايين ريال. حيث شاهد الأمير فيصل بن بندر أجزاء من القلعة الطينية وبعض القطع التراثية التي تم تزيين القلعة بها بعد ذلك تسلم سمو أمير منطقة القصيم هدية تذكارية من رئيس مجلس إدارة شركة الراضي بهذه المناسبة. وخلال تصريح إعلامي عقب الجولة أبدى سمو أمير منطقة القصيم سعادته بتواجده في قلعة أثرية جميلة وامتدح العمل الذي قام به علي بن سليمان الراضي في إقامة هذا المعلم التراثي والجهد الذي بذل فيه وعلى الطراز العمراني القديم والذي يشكل هوية واضحة للمملكة وقال سموه: إنني سعيد أيضاً أن أكون بين الزملاء أسرة الراضي في هذه القلعة وهذا الموقع الذي يشع منه نوراً من التراث والثقافة والمعرفة وتمنى سموه من أمانة القصيم والغرفة التجارية وجهاز السياحة الاستفادة من هذه القلعة ومعطياتها. وأشاد الأمير فيصل بن بندر بإشراف الهيئة وترميمها للبلدات والقرى التراثية في المملكة مؤكدا أن متابعتهم وإشرافهم على البلدات والقرى التراثية التي ظهرت بشكل جيد على الوطن أعطاها دوراً رئيسياً وفاعلاً لنقل الحضارة والثقافة التراثية من المملكة إلى العالم. وأرجع سموه هذا التقدم الذي تعيشه الهيئة حاليا للدور الكبير والفاعل الذي يضطلع به صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وزملاؤه في فرع جهاز السياحة في منطقة القصيم ودورهم الكبير في هذا المجال متطلعا سموه إلى الكثير في هذا المجال. على الجانب الآخر أقيمت قلعة الراضي بالكامل من الطين يجملها سور عملاق أيضاً من الطين تمت زخرفته على طريقة البناء النجدي، كما أقيم مجلس كبير على أطراف القلعة تم تجميله بالنقوش القديمة والجلسات التي تعرف في المباني الطينية قبل نحو 60 عاماً. ويعد المجلس الذي سقف بالكامل بأخشاب الأثل وسعف النخيل أحد المميزات الكبيرة في القلعة ويتسع المجلس لأكثر من 150 شخصاً. وتم تجميل القلعة بالنخيل وممرات الماء كما هي المزارع في السابق وتتحرك المياه بممرات تم تجهيزها بتقنية حيث تمر من جميع جنبات القلعة العملاقة التي أقيمت على مساحة خمسة آلاف متر. وفي أحد أطراف القلعة أقيم بيت شعر حوله بعض الشجيرات البرية التي تم استزراعها في الموقع، وتحتوي القلعة على جلسات مائية على شكل سفن يمر أسفلها الماء. وتعد القلعة أحد المواقع المهمة بمدينة بريدة التي يقصدها زوار منطقة القصيم حيث زار الموقع سفراء ووزراء ووفود سياحية ويصف السفراء الذين زاروا الموقع أن القلعة تختصر التاريخ النجدي في مواقع متعددة خصوصاً أن المكان جمع البناء التقليدي بالتنفيذ المميز. ويشير علي بن سليمان الراضي مؤسس القلعة أنه قبل أن يطلق مؤسسة خاصة لبناء الطين قرر إقامة قلعة عملاقة تتم بفنون البناء القديمة. وتم جلب مهندسين وبنائين لطين من السعودية ومن خارج السعودية حيث تم إنشاء القلعة بمواصفات البناء النجدي القديمة والتي تحاكي ما كان عليه آباؤنا وأجدادنا. وقال الراضي: جميع القطع التي استخدمت في البناء هي من القطع المحلية سواء الأخشاب التي تزين الأبواب والنوافذ أو الأسقف والجدران. وأضاف الراضي إن الهدف من إقامة القلعة أنه بالإمكان الجمع بين التاريخ وكذلك الجمال في البناء والتصميم.وقال الراضي إنه أطلق شركة متخصصة في البناء بالطين ستكون لديها إقامة مواقع طينية وكذلك منازل من الطين بالكامل. وأضاف الراضي إنهم استعملوا بعض التقنيات في الطين بحيث يحافظ على قوته وتماسكه في الأمطار وكذلك في العوامل الجوية. وهناك تجارب كبيرة في هذا المجال لدول متقدمة كإسبانيا التي تشتهر بالقلاع والحصون الطينية والحجرية. وقد نقلنا بعض التجارب هناك ونجحت بالفعل في المحافظة على الطين.