«هناك نساء يعبرن الحياة مثل نسمة الربيع التي تنعش كل شيء في طريقها» (حكمة عالمية) لم أصدق ما كتبته الصديقة هتون الفاسي في زاويتها الأسبوع الماضي عن مرض المتألقة دوماً فوزية أبو خالد؛ فقد انقطعت لظروف دراستي عنها منذ ديسمبر الماضي؛ حيث قابلتها في جامعة الملك سعود في زيارة لي للرياض، وكانت في أوج حيويتها، وتحدثنا كثيراً عن كل شيء: الحب والطموح والغد، وسط رغبة ابنتها «طفول» لإكمال دراسة الدكتوراه في جامعة مانشستر حيث أسكن المدينة منذ فترة. فرحت بقدوم المبدعة «طفول»، التي كانت تلفت نظري منذ أن كانت مراهقة صغيرة تحضر مع والدتها الملتقى الأحدي الذي تنظمه الأديبات والمثقفات السعوديات شهرياً؛ حيث كانت تناقش القضايا التي كانت آنذاك تكبر عمرها الغض. وكنت أهمس للجميلة «فوزية»: يا ليت بناتي يحضرن هذه الملتقيات الأدبية، ماذا فعلتِ لإقناع «طفول»؟ فتجيبني ضاحكة: لم أفعل شيئاً، «طفول» هي التي تتحمس للحضور. لما قرأت مقالة الصديقة «هتون» تذكرت «فوزية» المحاضِرة التي طالما لفتت إليها الأنظار حينما كانت ترتدي الشماغ الفلسطيني حول عنقها وهي تُدرِّس الطالبات في الجامعة. وتذكرت «فوزية» التي كانت تستقبل الكاتبات الجديدات دون أن تشعرهن بالتعالي وهي على قامة الأدب والشعر، بل كانت تفرح بكل موهبة جديدة وكل قادمة إلى مجال الإعلام بروح الأم قبل أي شيء آخر. وتذكرت «فوزية» التي استندتُ إلى كتفها وأنا أؤسس حلم منتدى الإعلاميات السعوديات في مركز المرأة السعودية الإعلامي، وكيف كانت تشد من عزمي؛ لأكون كما أود لا كما يتمنى الآخرون. وتذكرت «فوزية» التي حين قدَّمت ورقة العمل في منتدى الإعلاميات السعوديات جعلت الحاضرات يلتفتن إلى القضية في زخم من جمال النص بشكل مبتكر. «فوزية» القامة العالية التي طالما احتضنت الجميع وشاركتهم أفراحهم وأحزانهم.. لن يستطيع المرض أن يستقر بين تلك الروح الممتلئة بالحب والعطاء. فوزية التي نعرف لن تستسلم للمرض، ولن يستطيع أبداً أن يهزم روحها القوية المتعلقة بأمل كبير بالله. دعواتنا جميعاً بأن يمنحها الله الصبر والإرادة القوية للانتصار على المرض، وحسبنا أن إيمانها العميق بإرادة الله سيُضفي على روحها قوة تنجو بها من براثن المرض. [email protected]