مهداة إلى الكاتبة والباحثة الدكتورة هتون أجواد الفاسي. بمناسبة منح الحكومة الفرنسية لها وسام «فارسة» للمرة الثانية، من الدرجة الثانية مؤخرا. وكأن «اسمك» سرَّكِ المكتوبَ في سفرِ الزمانْ «هتون» جاد الغيث من غيمات والدها الجليلِ رسالة * «أجواد» في المهِد أودعها إليكِ كان الوقتُ شهرا من ولادةِ «ابنة الغربة» أما الليلُ في لبنان، كان بشارة الأسماءِ حين تشتبك الجوارح بالكناياتِ التي اكتوت بما كسب الفؤادُ من المواجع والكلامْ.. قاب اشتعالِ الحزن والألمِ المعَّتق في دجى الأيام «أم الهتون» سميرة ** الدربِ تقرئه الخطى ليدوِّنَ الفاسيُّ حكمته: كل الخليقة تأتي أو تروح .. سيان يابنتي لكن من يبقى يصوغ بجهده «بصمةَ الروح» التي بحصادها تتعمد الأكوانْ.. «بصمة الضوء» أو قل هي «سعفة» تهمي نخيلا أو مزاميرا قبل قرنين نابليون نضدَّد حرفها لتنال اليوم «فارسةُ الحجاز» وسامها شرفا لنا فنصارُ أغنيةً مجلَّلةً بميقات السنينْ.. «هتونُ» تطلع في بساتين المدى مثل سر الياسمينْ.. «عبدالعزيز» هو «العويشق» في هواهُ يهلُ .. يهيمُ.. يهفو فُتشهدنا الرؤى فيض انبعاث يشتهي شجو البلابل والحنينْ يصوغ من رمز المحبة «أجوادِ الصغير» «زين الشرف» داليةٌ عروش غبطتها شهقة الفرح الدفينْ *** هناك صوب أمواج الأقاصي: «هتونُ» ماضيةٌ حواء في رمزها نضجتْ كروم عطائها مدَّتْ لها «الهاء» أسرارَ أسرارِها في «فضاءات مكة» نفحٌ من تراتيلِ الوجد أو تلك الحكايا ثلةٌ من معاركَ لا ضير أو حتى مساميرَ.. أشواكِ تقتحمُ الزوايا هتون تبقين قافلة من نوارسَ بفضائنا تسري بها التراتيل تستبقُ البشارات صوبِ الشموس «شيخنا الفاسيُّ» يمتطي صهوة البدء يهَّزُ غصونَ الضوءِ ماءً هتونا كعطر الكرم أو وصلِ التحايا يهدي إلينا «بصمة الروح».. تبْرَاً في نشوءَ الفجر أو هي «دمغة الإصباحِ» أغنيةٌ .. شاقها ذكر شرفاتِ الحنايا هوامش: رسالة: إشارة الى رسالة أهداها الوالد أجواد الفاسي إلى هتون وهي رضيعة وقد استوحيت القصيدة مما ذكره لي السيد أجواد عن مضمون هذه الرسالة وهي «أن الإنسان لا يستحق العيش إن لم يترك بصمته في الحياة». سميرة: والدة الدكتورة هتون عبدالعزيز العويشق: زوج الدكتورة هتون أجواد الصغير وزين الشرف: أبناء الزوجين هتون وعبدالعزيز العويشق* 30 أغسطس 2012