دُعِينا إلى السرك، فكان البطل في مشاهد العرض بغل يزهو بأكاليل ملونه تعلو ذؤابة غاربه العريض.. ضج المتبرمون: ألا يوجد رجل يحسن أن يذكرنا بثقل مصابنا الدنيوي؟! عطر يقال دائما إن الحزن عطر الرجال، فماذا للنساء اللائي يندبن الحظ العاثر على مآل أحلامنا جميعا إلى حضيض بلا قرار. مسك الغزال المتوجس الحذر لا يهدي المسك إلا لصائده بهدوء ومباغتة، أما إذا غدرت فيه رميتك فلن تنال إلا زهيد هذا السائل الفائق سحرا. غرق في غمار الماء شيء غير الارتواء.. هو الموت المحقق غرقا لنبتة يخاتلها الآن اصفرار يذيع سوءة الهلاك. أنيس في الوحشة القاتمة لن ترى فيها بدراً أو ضياء.. سيظل انسك مكحوما بحجم ما تقدمه من تنازلات على هيئة مداهنة وإردة لواقع أليم. ظفر بعد أن تأملت تلك الوردتين على ذاك القبر الصغير والمجهول، تراءت إليك أن الساكن ظفر في رمسه بدعاء، أو نفحة ذكرٍ تعيد الحنين إليه. عُمر أصبح طفلاً، وأضحى يافعاً، وأمسى هرماً، وبات طاعناً، يعز على الطوى، دون حلم يدخل تركيب الممكن.