خلال الأمس واليوم الفرق السعودية الهلال والاتحاد والشباب والنصر تدخل جولة آسيوية حاسمة لعبور الحاجز الأخير نحو دور ال 16 الآسيوي.. وباستثناء الاتحاد الذي حسم تأهله رسمياً ويبحث فقط عن الاستمرار بالصدارة.. تقف الثلاث فرق في موقف متشابة بحثاً عن نقاط التأهل ومخاوف الخروج.. الهلال بيد لاعبيه جميع أوراق التأهل وأمامه عدة فرص.. ولكن الجماهير الهلالية لن تقبل إلا بفوز صريح على الغرافة القطري.. خصوصاً أن إمكانية كسب صدارة المجموعة ولعب فاصلة ال16 على ملعبه ما زال وارداً ومحتملاً.. في حال تعادل أو خسر سابهان من الجزيرة.. ويخشى على الهلاليين هذه الليلة من الثقة الزائدة.. وتكرار مفاجأة الغرافة الشهيرة التي نفذ منها الهلال بأعجوبة.. الشباب طار لإيران بحثاً عن نقطة التأهل.. والمتوقع أنهم لم يركنوا إلى واقع إن فريق ذوب آهن ضمن الصدارة ولن يلعب بكامل قوته.. لأن الفرق الإيرانية يهمها الفوز على الفرق السعودية بالذات مع الأحداث الأخيرة.. ولا تقبل التعادل فضلاً عن الخسارة خصوصاً في إيران.. حيث لم يسبق أن فاز فريق سعودي على فريق إيراني على الأرض الإيرانية سوى مرة وحيدة حدثت من الهلال.. النصر سيواجه فريقاً إيرانياً عريقاً.. إلا أنه يمر بفترة تراجع بالمستوى بدليل أنه يحتل المركز الخامس بالدوري مشابه لمركز النصر.. أيضاً الاستقلال لم يفز خلال مبارياته الآسيوية سوى مرة وحيدة وعلى فريق باختاكور الذي كسبه النصر بأربعة.. النصر يتميز بحماس لاعبيه وسرعتهم وحيويتهم.. وبهذا المميزات يستطيع ضرب الثقل والبطء الإيراني.. ومحاولة خطف هدف مبكر يحرج فريق الاستقلال الذي سيكون مطالباً بتسجيل ثلاثة أهداف دفعة واحدة.. نتمنى التوفيق للفرق الأربعة في رحلة البحث عن النقطة ونرجو أن تحصد الاثنتي عشرة نقطة كاملة. كالديرون.. وسابهان كانت نظرة كالديرون ثاقبة في تحديد نقطة القوة الهجومية لفريق سابهان الإيراني كفريق يعتمد على الإقتحام من العمق.. وبهذا برر سبب اللعب بثلاثة قلوب دفاع.. إضافة إلى سبب آخر وهو عودة رادوي والمرشدي من الإصابة.. وضرورة التخفيف من الحمل عليهم.. ففكرة تقوية منطقة العمق مبررة كحالة استثنائية في هذه المباراة.. خصوصاً أن سابهان فريق شرس ويلعب على أرضه وبطل الدوري الإيراني.. ومقابل هذا حرر كالديرون الظهيرين ومنحهم مساحة أوسع للهجوم.. وهذا ظهر جلياً مع الزوري الذي كان أشبه بجناح وسجل هدفاً.. لهذا قال بعض المحللين إن الهلال.. لعب بطريقة ثلاثة ستة واحد.. وليس خمسة أربعة واحد... ومع هذا فحسب رأيي كان الأفضل لو حرك كالديرون العنصر الثالث الجديد وأخرجه من بين أسامة والمرشدي وقدمه إلى جانب رادوي كمحور ثانٍ.. لأن التكتل في الخلف لا يناسب فريقاً كالهلال ولا يناسب كرته ولم يلعب به الهلال من قبل ولا يجيده لاعبوه.. فاللعب في الخلف يحتاج للعب بطريقة (القشاش) والتشتيت بأي شكل.. ويظهر الفريق من خلاله منكمشاً متقوقعاً.. وكثرة المدافعين تفسد مصيدة التسلل خصوصاً إذا لم يوجد انسجام وتجانس بين أفراد خط الدفاع.. الهلال عادة إذا أراد التحفظ يدافع من الأمام وبتكثيف خط الوسط.. ويفسد الهجمة قبل وصول الكرة للمهاجم.. وهذه طبقها باكيتا ومن بعده كوزمين.. وتحرز نتائج.. وإن كان على حساب المستوى والإمتاع وضعف التسجيل.. وأفضلية كالديرون عليهم أنه قرن النتائج الكبيرة بالمستوى الجيد.. وبالنسبة للاعب سلمان الخالدي برأيي أنه يمكن أن يحرز نجاحاً كبيراً لو لعب كمحور عند الحاجة.. خصوصاً كلاعب (مساك).. وهل هذه مشكلة..؟ من المفارقات المثيرة للدهشة عندما يحول فعل أو نقطة إيجابية إلى شيء سلبي.. حيث شاهدت تقريراً في منتدى هلالي أراد صاحبه إثبات أن الهلال كفريق ضعيف هجومياً.. فقدم إحصائية رقمية أثبت فيها أن أفراد خط الوسط الهلالي وحتى خط الدفاع لهم نسبة تهديفية كبيرة.. تفوق حتى تسجيل المهاجمين!.. وكون الوسط والدفاع ينافس الهجوم على التسجيل أو يستأثر بحصة كبيرة من الأهداف فهذا لا يدعو للاستنكار بل يدعو للإعجاب.. فهو تميز كبير في الفريق أن يسجل كل لاعبي الفريق ولا يعتمد على لاعب أو لاعبين.. ويحسب تكتيكياً للمدرب.. وتنوع مصادر الخطورة إحدى خصائص الكرة الهلالية منذ القدم.. في عدم اعتمادها على تألق نجم أو نجمين فقط.. ومن سمات الكرة الحديثة تنوع مكامن الخطورة والتهديف.. فالفريق يلعب ليسجل هدف بأي طريقة وبغض النظر عن من يسجل.. ويبدو أن هدف معد الموضوع انتقاد ياسر القحطاني.. ومع اقتناعي بأن ياسر الحالي ليس ياسر قبل عامين مثلاً.. لكن وجوده مهم بالفريق.. فهو من النوعية التي تسحب المدافعين وتفتح الثغرات لزملائه كما حدث في هدف الزوري.. ووجوده معنوياً مهم للاعبي الفريق ومؤثر سلبياً على لاعبي الفريق الآخر.. ورأينا عندما دخل أمام النصر في الشوط الثاني كيف تغير ميزان اللعب.. فاللاعب ذو الاسم الكبير ولو قدم مستوى متوسطاً.. يظل لوجوده أهمية كبيرة.. وبالطبع هذا لا يبرر أن لا يسجل لاعبو الهجوم.. وأي ثغرات أو قصور فني أعتقد أنه سيتم معالجته.. ولكن بعد نهاية الموسم وليس الآن.. تراها بطولة ناشئين !! لا أحد يجادل في النقلة المتميزة في القطاعات السنية هذا الموسم لفريق النصر.. حتى رأينا أفضلية لفرق النصر السنية (وتحديداً على مستوى الناشئين) على فرق الهلال السنية.. وهو أمر نادر الحدوث.. مما يقرع أجراس الخطر في قطاعات الهلال السنية.. الفوز المستحق لفريق الناشئين بالنصر بلقب الدوري.. يعتبر هو اللقب الثاني في الدوري على مستوى الناشئين بتاريخ النادي.. ولكن هذا لا يبرر المبالغة في تضخيم مسألة التتويج والطعن باتحاد الكرة.. وجعلها حكاية طويلة عريضة.. فالنصر لم يحسم اللقب مع وجود احتجاج للأهلي قد يغير ترتيب الفرق.. فهل يعقل أن يتوج اتحاد الكرة فريقاً ما ببطولة واللقب لم يحسم رسمياً.. أما تأخير البت باحتجاج الأهلي فهذه مشكلة في اتحاد الكرة وليس مقصود بها النصر.. بل إذا قصد فيها فريق.. لماذا لا نقول الهلال ؟!.. الذي كان متصدراً حتى آخر أربع جولات.. فعندما قدم الاحتجاج كان الهلال هو المتصدر وليس النصر.. وعادة مراسم تتويج الفرق السنية تمر بشكل عادي وليس حدثا مهم إلى هذه الدرجة.. وربما التجربة النصراوية الضعيفة في التتويج والألقاب.. خصوصاً على المستوى السني جعلهم يبالغون بمسألة التتويج وكأنه لقب (دوري زين).... فسبق للهلال أن حقق لقب بطولة سنية وتوج فيها في الموسم التالي !.. وسبق أن توج كثيراً خارج ملعبه.. فلا داعي للمناحات وصنع قضية من لاشيء ضربات حرة إذا كانت إدارة الهلال هي من تنازلت عن فكرة تتويج الفريق في مباراته مع القادسية فهي جاملت على حساب مصلحة وجاهزية الفريق لمواجهة دور ال 16 الآسيوي (إذا تأهل لها بإذن الله). القادسية غير منافس للهلال حتى يتأثر من التتويج !!. ولكن أعتقد أن إدارة القادسية تتوقع أن الهلال سيكون حريصاً على الفوز للحفاظ على بهجة التتويج. ولكن أؤكد أن فريق الهلال سيكون حريصاً على حصد الثلاث نقاط على كل حال.. حفاظاً على شرف المنافسة.. ولأن القادسية تسبب بخسارة الهلال لنقطتين.. ولتحقيق رقم قياسي نقطي. حسب نتائج وإنجازات الفرق هذا الموسم.. فمجموعة الهلال الآسيوية هي المجموعة الحديدية فسابهان حقق لقب الدوري الإيراني والجزيرة حقق لقب الدوري الإماراتي والكأس.. والغرافة بطل كأس ولي العهد القطري.. ليست الأولى التي يتنازل فيها فريق إماراتي ويعلن مبكراً وبكل واقعية تخليه عن المنافسة الآسيوية عندما يقع بمجموعة الهلال.. فقبل الجزيرة سبقه أهلي دبي. يقولون لو لم يتعادل الاتحاد في عشر مباريات لكسب البطولة.. ونقول لو لم يتعادل الهلال في سبع مباريات لحسم اللقب من قبل ست أو سبع جولات. لعل الإدارة الهلالية تستفيد من الاستثمار الإعلامي الذكي لإدارة الشباب في الاحتفاء بالبطولات ومنح البطولة مهما كان حجمها الوهج الإعلامي وجعلها راسخة بالأذهان. هل مشكلة الأهلي تدريبية ؟؟.. الأهلي دربه هذا الموسم وما قبله بعض أفضل الأسماء التدريبية.. ولكنهم هربوا إلى دول الخليج.. أحدهم هرب لمنتخب قطر والذي قبله هرب للعين. ميتسو مدرب الغرافة يواجه الهلال للمرة الثالثة.. الأولى أخرج الهلال الاتحاد من المربع وألغي عقد ميتسو.. وفي جولة الذهاب الآسيوي فاز الهلال على الغرافة في الدوحة.. وبإذن الله الهزيمة الثالثة لهذا المدرب مساء اليوم. قناة (لاين سبورت) يبدوا أنها لا تريد من جماهير الهلال متابعة مباريات فريقها على قناتها ولا متابعة التحليل الفني.. عندما تفرض عليهم متابعة أحد اللاعبين سابقاً محللاً لمباريات الهلال.