حسب نتائج التعداد السكاني لعام 1431 فإن عدد المقيمين في المملكة من غير المواطنين يبلغ ثمانية ملايين وأربعمائة وتسعة وعشرين ألفاً وأربعمائة وواحد نسمة، ولم تتطرق نتائج التعداد لتحديد عدد العمالة من بين المقيمين، ولكن هناك دراسات أخرى تشير إلى وجود 7 ملايين عامل أجنبي نظامي، فماذا عن غير النظاميين؟ تشهد بعض شوارع المدن الكبرى وفي مقدمتها الرياض تجمعات عمالية سائبة تنتظر من يلتقطها من الشارع لإنجاز الأعمال، كل عامل يحمل بيده بعض العدد ما بين مجرفة ومطرقة أو أدوات الدهان وما إلى ذلك، دون مرجعية محددة للعامل فلا مؤسسة ولا مكتب معروف بل ولا إقامة نظامية لبعضهم. وما بين تصريحات وزير العمل الأخيرة حول تفضيله لمصطلح «التوطين» عوضاً عن «السعودة»، وتصريحاته الأخرى التي تنفي وجود تجار تأشيرات، وهو النفي الذي يقابله البعض بالتأكيد على وجود «مافيا تأشيرات» وليس تجارة فقط، ينتشر العمالة في شوارعنا بلا رقيب أو حسيب رافعين شعار «على عينك يا تاجر». في مخرج 5 بالدائري الشمالي للرياض يتواجد عدد من هؤلاء العمال على الجهتين شمالا وجنوبا منذ الصباح الباكر، رأينا بعضهم ينسل إلى داخل الحي المجاور (المصيف) فتتبعناه لنجد «بيت العز»! عمارة سكنية من دورين يحتلها العمالة بشكل كامل.. ومنظم: العمارة على شارعين، يدخل العمال إلى غرفهم من جهة بينما في الأخرى مجلس بابه مفتوح دلالة على الكرم الحاتمي، دراجاتهم وأحذيتهم في الخارج.. بل وبعض ملابسهم! بالإضافة إلى تعليق علم السعودية على الشجرة... دليل الانتماء والوطنية!