((إذا قلت أشعر بالحر بدأ يتصبب العرق)) - حكمة عالمية - بات تداول عبارة «الشعب يريد إسقاط النظام» أمراً شائعاً بين الأطفال والمراهقين. قد يستخدمون هذه العبارة من باب المزاح، لكن توظيفها في الموقف المناسب يوضح فهمهم لها. والإشكالية ليست في ذلك، إذ إني أرى أن من إيجابيات التلفزيون أنه يمنحنا الفرصة لمناقشة الكثير من القيم مع أولادنا بحرية واستناداً على موقف طبيعي. إنما الإشكالية في تخوّف الآباء والأمهات من استعمال الأطفال لهذه العبارة مما يدعوهم أحياناً لمنع الطفل من استعمالها أو حتى منع الأطفال من مشاهدة الأخبار عبر القنوات الفضائية، كما نشر ذلك عبر تحقيق صحفي عن هذا الموضوع في إحدى صحفنا المحلية. أطفالنا في عصر التكنولوجيا والإعلام الجديد تتفتح آفاقهم نحو إدراك أكبر لكل ما حولهم بينما يبقى بعض الآباء والأمهات على طرق التربية التقليدية نفسها في التعامل مع الأطفال من منع وقمع. لم يعد يجدي منع الأطفال من أي شيء يريدونه ونراه نحن بلا جدوى ما لم يكن هناك حوار نوضح فيه الأسباب. ولم تعد الرقابة التقليدية مثل قراءة رسائلهم الجوالية أو الدخول على بريدهم الإليكتروني دون علمهم نافعة لأنهم صاروا أكثر إدراكاً لمعنى الخصوصية. لا خوف على أطفالنا من الانجراف إلى الخطأ إذا ما استطعنا إرساء علاقة جيدة فيها الكثير من الثقة الحقيقية وليست المصطنعة، فالأطفال يدركون بشكل عجيب توقعاتنا تجاههم. وأكثر ما يمكن أن يساهم في دفعهم لأي سلوك خاطئ هو معرفتهم بتوقعاتنا السلبية تجاههم. من حسن حظ الأطفال أنهم الآن في عالم منفتح والمعلومات متاحة للجميع، لكن ذلك فيما يبدو من سوء حظ الآباء والأمهات... التقليديين منهم. [email protected]