فاصلة: (كثير من الأخطاء يولد من حقيقة نسيء استعمالها) - حكمة عالمية - أول دخول لخدمة الهواتف المتنقلة والإنترنت في المملكة كان منتصف التسعينيات من القرن الماضي، وتوسعت قاعدة مستخدمي شبكة الإنترنت لدينا مؤخراً لتضم في سجلاتها الملايين من المستخدمين له. ووفقاً لمواقع أجنبية شهيرة، فإن عدد مستخدمي الفيس بوك زاد من 100 إلى 200 مليون في الأشهر الأخيرة، ووصل بالتالي إلى ما يقارب 250 مليوناً. والسؤال ما نصيب أطفالنا من مواقع الإنترنت، وتحديداً مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك؟ الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال حذرت من أن مستخدمي الإنترنت الصغار قد يصبحون فريسة لنوع جديد من الاكتئاب أطلقت عليه «اكتئاب فيس بوك»، وأن الأطفال قد يصابون بأعراض الاضطراب النفسي الذي يسيطر عليهم فيجعلهم كالمصابين بالهوس، يترددون كثيراً جداً على صفحاتهم على الفيس بوك لمتابعة آخر التحديثات والتعليقات والمشاركات بوجه عام، ومراجعة الملفات المرئية لحياة الآخرين الذين يغارون منهم على مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك والتويتر. مشكلة الآباء مع موقع الفيسبوك أنهم بين أن يقبلوا أن تكون هناك صفحة شخصية لأطفالهم وبالتالي عليهم أن يبتكروا وسائل جيدة للمراقبة، فالوسائل التقليدية تأتي بنتائج عكسية، وأما أن يمنعوا أطفالهم من استعمال الفيس بوك، وهو منع لن يتحقق حيث يستطيع الأطفال بسهولة كسر هذا المنع والدخول من أي مقهى للإنترنت أو حتى من جهاز المحمول على الموقع. انتشار استخدام موقع الفيس بوك بين الأطفال يحقق لهم عوالم من المعرفة والتسلية، ولهذا من الصعب ألا يستمتعوا بما هو موجود في حياتهم، لكن بالمقابل فإن هناك أفكاراً مسمومة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهناك خطورة من بقاء الأطفال بمفردهم يستغرقون وقتاً طويلاً في هذه المواقع الإليكترونية. ولأننا لن نستطيع منعهم فإن السبيل الوحيد هو الحوار حتى إذا أحببنا أن نمنعهم مؤقتاً لصغر سنهم، فمن المهم أن نحاورهم ونتوصل معهم إلى اتفاق على التعامل مع هذه العوالم الجديدة. التربية في عالم التكنولوجيا سلسلة من التحديات. [email protected]