الحمد لله الذي خلق الإنسان، وعلمه البيان، وفضله على سائر الأجناس بالتمييز والتبيان.. أكرمنا الله بالإيمان.. وبدولة التوحيد وتحكيم القرآن. إن الاشتغال بالقرآن الكريم من أجل العبادات فهو أساس الدين فقد شمل الأحكام والشرائع والأمثال والحكم. والقرآن هو المعجز للناس بلفظه ومعناه ونظمه وأسلوبه وتأثيره وعلومه.. أعجز الفصحاء والبلغاء وتحدى الإنس والجن أن يأتوا بمثله قال تعالى: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} (88) سورة الإسراء. ولقد حرصت الدولة - وفقها الله - منذ نشأتها الأولى على الاهتمام بالقرآن والسنة النبوية ورعت عددا من المسابقات في هذا المجال وتعد مسابقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لحفظ القرآن والسنة - والتي يشرف عليها الحرس الوطني ضمن فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة - من أفضل الأعمال التي تقدم للناشئة لما فيها من حفظ لعقولهم ونفوسهم من كل المؤثرات الصادة عن الحق،لاسيما أنها تجمع أصلين عظيمين هما الكتاب والسنة مصدر التشريع في الإسلام، ومنطلق هداية الناس. وعندما يتم ربط الناشئة بكتاب الله العزيز وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فإنما يُنشد إعداد جيل متخلق بأخلاق القرآن ومؤهل لحمل الأمانة ومحصن من الأهواء والزيغ.. يحمل مشعل الوسطية ويطبق منهج الدين الحق. وقد أثمرت هذه المسابقة ثمرات طيبة حيث حرص عليها الطلاب والطالبات وزاد عدد المتقدمين للمنافسة فيها مما يبشر بمستقبل زاهر يحمل الخير والنماء. في الختام أسأل الله تعالى أن يجزي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والنائب الثاني خير الجزاء على ما قدموه من دعم مادي واهتمام معنوي بمسابقات القرآن والسنة، والتوفيق والسداد لكل من أسهم في إنجاح هذا العمل المبارك، كما نهنئ المشاركين والمشاركات في هذه المسابقة، سائلين الله أن يوفقهم لحفظ كتابه وسنة نبيه والعمل بهما والاستنارة بهديهما إنه ولي ذلك والقادر عليه. نائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنات