قديما قيل إن أعظم القادة هو من يكسب المعركة دون أن يدخل الحرب، وإن دخلها يخرج منها منتصراً بأقل الخسائر وعندما يتجاوز قائد بأمته أزمة بحجم الأزمة الاقتصادية العالمية دون خسائر بل يقفز باقتصادها السعودي إلى نادي العشرين.. فحتما هناك حكمة وحسن تدبير. وعندما يقف في وجه الإرهاب والغلاة والمتطرفين بكل قوة وبسالة ويهزمهم فتلك هي الشجاعة غير المستغربة على ابن عبدالعزيز والذي أثبتت التجارب والخطوب مدى ما يتمتع به من عزيمة وتوفيق. وعندما تتجاوز أرقام المبتعثين المائة والعشرون ألف مبتعث ومبتعثة وتتجاوز الجامعات الثلاثين ويقفز رقم الكليات المتخصصة إلى العشرات فلابد أن هناك رؤية قائد.. تتجاوز النمو والتنمية والنماء إلى الريادة ومستقبل القرن الواحد والعشرين. وإذا كانت جميع هذه الإنجازات العسكرية والاقتصادية والتعليمية والتنموية وحدها كفيلة بأن تجعل من يقوم بها يتبوأ أعلى مراتب القيادة والشرف.. فإن المنجز الأخلاقي لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بشهادة المنصفين يتجاوز جميع هذه المنجزات كيف لا وعبدالله بن عبدالعزيز هو قائد الثوابت والتغيير. فالثابت في نظره -حفظه الله- هذا الكيان.. وهذا الإسلام الوسطي.. وهذا الباب المفتوح. الثابت أمن الوطن وكرامة المواطن. أما ما عدا ذلك فهو قابل للتطوير والتحديث والحوار، وهو ما تم بالفعل في عهده الميمون فتطورت أنظمة القضاء والتعليم وفتح الباب للحوار الوطني ولحوار الأديان فتجاوز بالمملكة تأثيرها المحلي والإقليمي إلى فضاء الإنسانية الأرحب مستمداً العون من الله سبحانه وتعالى ثم مدى ما يتمتع به لدى زعماء العالم من مصداقية وتقدير مما انعكس إيجابياً على مكانة وتأثير المملكة عالمياً. إن المنجز الأخلاقي لسيدي ووالدي الملك عبدالله بن عبدالعزيز تمثل في أعظم صورة في خدمته للدين.. عمارة.. وعلماً.. وعملاً, تمثل في مكافحته للفساد بالتنظيم والحزم تمثل في رحمته للفقراء واستشعاره معاناتهم في جميع قراراته، تمثل في كرمه اللامحدود على أبناء شعبة، وتجلى في توخيه العدل في أشد صورة وفي تحملة الآلم في سبيل وطنه. وعندما تحتفل الجنادرية المهرجان والتاريخ والإنسان اليوم بشفاء وسلامة قائد التراث والأصالة في فرحة وطن.. تحتفل بمن تجاوز بها طيلة ربع قرن حدود الاحتفال إلى حدود الاحتفاء حتى أصبحت مهرجانا عالمي الثقافة والتأثير. ومؤسسة الملك خالد الخيرية التي تدين للملك عبدالله بن عبدالعزيز بدعمها وتأسيسها وقبوله جائزتها الأولى التي وصفها بأنها ليست وساماً على صدره بل في قلبه، حينما تقيم معرض الملك خالد -رحمه الله- في الجنادرية إنما تنفذ رغبته السامية -حفظه الله- في توثيق سيرة أخيه وتاريخ وطنه من خلال المعرض الذي يسلط الضوء على تاريخ سبع سنوات خالدة في ضمير المملكة العربية السعودية وفي مسيرة تنميتها من خلال سبع صالات تعرض تنمية أمة ومنجزات ملك. وحينما يقوم -حفظه الله- اليوم بزيارة هذا المعرض فهي رسالة وفائه كعادته مع إخوانه الملوك الذين سبقوه فهو من أخلص في خدمتهم في حياتهم، وأحسن برهم في مماتهم حتى أصبح الوفاء سمته ومنجزه الأخلاقي الأهم. وبعد كل ذلك فلا غرابة أن يبادل الشعب الكريم قائده الوفي معين الوطنية عبدالله بن عبدالعزيز الإخلاص بالوفاء والولاء وأن نردد مع الجنادرية هذا المساء (ما دمت بخير فنحن بخير).