منذ أن وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - بضرورة حفظ وصون تراثنا المجيد وذلك قبل 25 عاما، ظل المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية يكبر وينمو في تنوع جميل تزخر به بلادنا الطيبة. وكان في كل عام يستقطب الآلاف من الزوار الذين يتوافدون من أجل المعرفة بهذا التراث الغني بكل معاني الحياة التي عاشها من سبقونا من تلك الاجيال الرائعة التي غرزت مفاهيم التنوع الغني بالإبداع، وظل المهرجان الوطني للتراث والثقافة ماعون معرفة وأداة جذب ليس للمواطن السعودي فحسب بل للكثير من الفئات الاقليمية التي حرص المهرجان لحضورها ومن تلك الفئات والشرائح العلماء والمفكرين والمثقفين والأدباء والصحفيين حيث تمتلئ بهم القاعات يسطرون ويدونون مشاهداتهم ويتبادلون النظر في قضايا المنطقة وتتعدد الموضوعات على المستوى العربي والعالمي من خلال اللقاءات المثمرة التي يوفرها هذا المهرجان الذي اصبح بصمة واضحة لا يمكن إغفالها بأي حال من الأحوال. وحينما وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - بضرورة الانتباه والحرص على تراثنا القومي من خلال الجنادرية كان مدركا تماما بأنه لا حضارة بدون تراث وكان - يحفظه الله - أمينا وصادقا كعادته في إبقاء هذا التراث الذي لا ينضب شامخا قويا مهما مضى من الزمن وتعددت السنوات. وفي هذه الأيام المباركة تختتم هذه المناسبة فعالياتها الثرة وقد شهدنا انشطة الجنادرية المتنوعة وهي تحتفل بتراثنا وثقافتنا المتنوعة والغنية بالإبداع المعاصر، وبمناسبة المعاصرة لا بد للمرء ان يذكر بعضا من توجيهات قائد هذه الامة الرامية الى اللحاق بالركب وهو يقول قولته الشهيرة: (العالم من حولنا يتغير فيجب علينا نحن ان نتغير) وكان صادقا في رؤيته أمينا مع نفسه ووطنه وقد نجحت هذه الرؤية الكريمة في تأسيس جامعات مستحدثة خارجة عن المألوف. وقد جمعت هذه الجامعات لأول مرة بين التعليم الاكاديمي والتعليم التقني الحديث،وبهذه الرؤية الثاقبة لم يفت على كلمة الملك عبدالله ان العالم يتجه نحو فضاء أرحب وان المستقبل مفتوح أمام هذه الثروة الاتصالاتية، فكانت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في ثول وهي الأولى في نوعها من حيث الانشاءات والمقومات في منطقة الشرق الأوسط. ومما لا شك فيه ان هذه الجامعة الرائدة ستساعد كثيرا في تدوين وترسيخ تراثنا القومي وثقافتنا المعاصرة ما يجعل العالم كله يقف على هذه المنجزات الضخمة السريعة التي تحققت في عهد خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة في خضم الثقل السياسي للمملكة في مسرح الأحداث المحلية والدولية مما أكسبها الكثير من الاحترام والتقدير وهي تنطلق في رسم هذه السياسة من معطيات ثابتة. نسأل الله العلي القدير ان تستمر فعاليات مهرجانات الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية وان نراه يكبر وينمو في تنوعه الجميل عاما بعد عام وكل عام وانتم بخير.