قبل أسبوع كامل من مواجهته المرتقبة مع برشلونة في الدور الثاني من الدوري الإسباني لكرة القدم، بدأ البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لريال مدريد مرحلة التفكير والاستعداد للثأر من منافسه التقليدي العنيد. ويستعد قطبا الكرة الإسبانية حالياً لمواجهتين مؤكّدتين بينهما وأخريين مرتقبتين في غضون 18 يوماً فقط خلال الأسابيع القليلة المقبلة مما يجعل مورينيو بحاجة ماسة إلى وضع الخطة والتشكيل المناسبين لرد اعتباره أمام الفريق الكتالوني الذي أسقط فريقه بالضربة القاضية في الدور الأول بالدوري الإسباني. وسحق برشلونة ضيفه ريال مدريد بخمسة أهداف نظيفة في مباراة الفريقين على استاد «كامب نو» في برشلونة بالدور الأول بينما يلتقي الفريقان إياباً يوم السبت المقبل. كما يلتقي الفريقان في 20 نيسان - أبريل الحالي بالمباراة النهائية لمسابقة كأس ملك إسبانيا. واقترب الفريقان من مواجهتين أخريين فيما بينهما، حيث أصبحا على أعتاب المواجهة في المربع الذهبي لدوري أبطال أوروبا بعد فوز ريال مدريد على توتنهام الإنجليزي صفر -4 وبرشلونة على شاختار دونيتسك الأوكراني 1-5 ذهاباً في دور الثمانية للبطولة. وإذا حسم الفريقان تأهلهما للمربع الذهبي في دوري الأبطال سيلتقيان في 27 أبريل الحالي ذهاباً ثم في الثالث من مايو إياباً. ولذلك، بدأ مورينيو التفكير في المباريات الأربع التي يعتبرها فرصة لرد الاعتبار كما أن نهائي الكأس ومباراتي المربع الذهبي في دوري الأبطال هما الطريق الأمثل لإنقاذ موسمه من الضياع بعدما ابتعد ريال مدريد كثيراً عن دائرة المنافسة على اللقب بعد اتساع الفارق الذي يفصله عن برشلونة المتصدر إلى ثماني نقاط. وعانى ريال مدريد في مباراته أمام برشلونة في الدور الأول من غياب المهاجم الأرجنتيني جونزالو هيجوين ليفقد الفريق بذلك أحد أبرز عوامل تفوقه التي ظهرت في بداية الموسم. ولكن هيجوين قد يصبح السلاح الأبرز الذي يعتمد عليه مورينيو في التعامل مع مباريات «الكلاسيكو» الأربع المقبلة أمام برشلونة، حيث عاد اللاعب مؤخراً إلى المشاركة في مباريات ريال مدريد بعد تعافيه تماماً من الإصابة بانزلاق غضروفي. وأصبح هيجوين أحد البدائل الهجومية التي يعتمد عليها مورينيو في الفترة الحالية، حيث انضم إلى هذه البدائل المهاجم التوجولي إيمانويل أديبايور الذي انتقل للنادي الملكي في يناير الماضي على سبيل الإعارة من مانشستر سيتي الإنجليزي. وكافأ أديبايور مدربه مورينيو، الذي أصر على هذه الصفقة، عندما سجّل اثنين من الأهداف الأربعة للفريق في مرمى توتنهام. وبذلك أصبح مورينيو في حيرة شديدة للمفاضلة واختيار خط هجومه في مواجهة برشلونة من بين الرباعي المكون من أديبايور وهيجوين والفرنسي كريم بنزيمة والبرتغالي كريستيانو رونالدو علماً بأن الأخير من العناصر الأساسية المؤثّرة التي لا يستطيع مورينيو الاستغناء عنها رغم فشله في تقديم أي شيء خلال مباراة الفريقين في الدور الأول وشهرته بعدم الإجادة في مثل هذه المواجهات الكبيرة والحاسمة. وأشارت صحيفة «ماركا» الإسبانية إلى أن مورينيو قد يستمد الطريقة المثلى لمواجهة برشلونة من مباراته السابقة أمام برشلونة في المربع الذهبي لدوري الأبطال في الموسم الماضي عندما كان مديراً فنياً لإنتر ميلان الإيطالي. وقاد مورينيو فريق إنتر للفوز 1-3 على برشلونة ذهاباً قبل أن يخسر أمامه 1- صفر إياباً ويحجز تأشيرة التأهل للمباراة النهائية للبطولة، حيث تغلب في النهائي على بايرن ميونيخ الألماني بهدفين نظيفين. وأشارت الصحيفة إلى أن مورينيو استعان وقتها بثلاثة مهاجمين في مواجهة برشلونة، حيث اعتمد على الثلاثي الكاميروني صامويل إيتو والمقدوني جوران بانديف والأرجنتيني دييجو ميليتو وأنه قد يلجأ لنفس الخطة في مواجهة برشلونة المقبلة ويدفع بالثلاثي هيجوين وأديبايور ورونالدو مع تأخير الألماني مسعود أوزيل قليلاً لينضم تشابي ألونسو ولاسانا ديارا أو سامي خضيرة في خط الوسط خلف ثلاثي الهجوم. وأوضحت الصحيفة أيضاً أن مورينيو يشعر بالارتياح كثيراً مع طريقة اللعب 3-3-4 التي قاد من خلالها فريق إنتر إلى ثلاثيته التاريخية (دوري وكأس إيطاليا ودوري أبطال أوروبا). وقد يستغل مورينيو مباراة الإياب أمام توتنهام يوم الأربعاء المقبل في تجربة هذه الخطة استعداداً للقاء برشلونة يوم السبت والتي تمثّل بروفة أخرى للمباراة النهائية لكأس إسبانيا.