تحركت المساعي الدبلوماسية لحل الأزمة اليمنية بعد يوم صاخب أعلن فيه الرئيس علي عبدالله صالح في خطاب ألقاه أمام مئات الآلاف من أنصاره في ميدان السبعين بصنعاء رفضه للمبادرة الخليجية ولموقف دولة قطر، قبل أن يصدر مصدر رئاسي بياناً أكد فيه ترحيب صالح بالمبادرة. وكان صالح قد أجرى أول من أمس اتصالات هاتفية مع عدد من قادة دول مجلس التعاون الخليجي، جرى خلالها مناقشة تطورات الأوضاع الجارية في اليمن والجهود والمساعي التي يبذلها الأشقاء في دول مجلس التعاون لحل الأزمة بين الأطراف اليمنية. وجدد الرئيس صالح ترحيبه بالمساعي الخليجية، فيما أكد قادة دول المجلس على وقوف دولهم إلى جانب اليمن وبما يحافظ على أمنه ووحدته وتحقيق الوفاق بين أبنائه. والتقى وزير الخارجية اليمني في حكومة تصريف الأعمال أبوبكر القربي رؤساء البعثات الدبلوماسية والسفراء المعتمدين لدى اليمن. وأكد لهم طلب الحكومة اليمنية من الأشقاء في دول مجلس التعاون بذل مساعيهم الحميدة لحل الأزمة. أوضح القربي أن "الخلاف الحاصل بين حزب المؤتمر الحاكم وأحزاب المعارضة في تكتل اللقاء المشترك ليس في مبدأ انتقال السلطة ولكن على آليات الانتقال التي تضمن الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره بحيث لا تؤدي إلى الفوضى وتشطير البلاد". واشار إلى أن "الرئيس أكد مرارا على عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة كما تعهد بعدم توريث الحكم". وكان السفير القطري بصنعاء جاسم بن عبدالعزيز البوعينين التقى أمس القربي وسلمه رسالة من رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، ولم تذكر المصادر الرسمية مضامين الرسالة، إلا أنها قالت إنها تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين. وجاءت الرسالة بعدما قررت صنعاء استدعاء سفيرها لدى الدوحة عبدالملك سعيد للتشاور. إلى ذلك انطلقت في عدد من محافظات اليمن أمس تظاهرات تضامنية مع أهالي محافظة تعز الذين يخوضون مواجهات مع قوات الأمن أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 20 قتيلاً ومئات الجرحى منذ نحو أسبوع. وطافت تظاهرات ضخمة العاصمة صنعاء. كما توجهت عشرات النسوة إلى مبنى الأممالمتحدة للمطالبة بتوفير الدعم لشباب الثورة. وخرجت مسيرات وتظاهرات مشابهة في كل من محافظات إب وحضرموت وذمار "للتنديد بالجرائم التي ترتكب ضد المعتصمين من قبل قوات الأمن في مختلف المحافظات". أما عدن فقد شهدت عصياناً مدنياً شاملاً وتوقفت الحياة في المدينة بشكل شبه كامل استجابة لدعوة من شباب الثورة. كما أعلن عن تشكيل مجلس أهلي من مختلف الأطياف السياسية وفئات المجتمع المدني بهدف تبني مطالب أهالي عدن وحماية الممتلكات العامة والخاصة من مرافق وبنى تحتية. في غضون ذلك قال رئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني "إن الرئيس صالح بذل وما زال يبذل الجهود من أجل عودة كافة الأطراف السياسية إلى طاولة الحوار ومناقشة القضايا على أساس الالتزام بالشرعية الدستورية". وجاء موقف عبدالغني خلال لقائه أمس مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر الذي يزور اليمن حالياً للوقوف على التطورات السياسية في البلاد. وأكد المبعوث الأممي حرص المنظمة الدولية على أمن واستقرار اليمن.