ما يحدث اليوم من تحريض إعلامي إيراني في المنطقة أمر غير مقبول على الإطلاق سواء عبر قنواتها الفضائية الناطقة بالعربية أو (أذنابها) التي تيمم وجّهها قِبَلَ (طهران). لنتحدث بصراحة طالما كُشفت الأقنعة وبات اللعب على الطاولة، لأن الوضع تحريضي بطريقة (غبية) ينساق لها الرعاع، وليسمح لي القارئ هنا أن أتحدث عن هذه القنوات دونما احترام لها ولا تقدير، ولا مانع عندي من إقصائهم، وليصفني من أراد بالمتخلف. في لبنان هناك قنوات يتحدث أبناؤها باللهجة اللبنانية لكن ولاءهم وانتماءهم يذهب إلى (قم) ولأحلف عليهم غيبًا ألا همَّ لهم لو احترقت الدول العربية كلها في ساعة واحدة، المهم فقط بالنسبة لهم أن ترضى الثورة الخمينية ولا تهتز العمائم، أنهم تحريضيون على الفتنة الطائفية والشماتة في الشعوب بكل صفاقة. قناة المنار هي تابعة لميليشيا حزب الله التي أعلن أمينها ذات مرة أن قبلته إيران ومثلها قناة nbn التي يملكها نبيه بري زعيم ميليشيا حركة أمل، وكلا المليشيتين تكرهان العرب كما العمى وخصوصًا دول الخليج العربي، الذي هذا مسماه الحقيقي بالرغم من أنف من قال بالفارسي، ولا أنسى تبعية قناة الجديد أيضاً. هاتان القناتان ومعهما رأس الأفعى قناة (العالم) تمتلك جميعها قذارة الدنيا ولا تمتلكان الحد الأدنى من الإنسانية، بل إنها قنوات رخيصة في الطرح والتوجه دونما احترافية تستحق الانتباه كأقل تقدير، وإن كنت لا ألوم (العالم) لأنها تتحدث بسميّة إيران ونعرف كلنا أمانيها ومركب النقص لديها. لي تحفظ كبير على إطلاق مسمى (شهيد) في الاحتجاجات التي تطال الوطن العربي، لكنني أتساءل ماذا لو حدث انفجار شعبي (إن شاء الله) في إيران (وهو ما يتوقعه الخبراء وأتمناه) ما المسمى الذي ستطلقه هذه القنوات على الموتى من المواطنين الإيرانيين (المساكين)، بالتأكيد لن يسموا شهداء، بل ستصفهم بالقتلى، وستسمي (حتمًا) الثائرين ضد قهر النظام هناك بالمتمردين والخونة، الذين اشترتهم الإمبريالية الأمريكية ولا أستبعد أن يوصمون بالكفار. ما يحدث في البحرين حرّكته الدبلوماسية الإيرانية وجنّدت له قنواتها الفضائية، وكان يجب إغلاق هذه القنوات لأنها داعية للطائفية، بكل صراحة، لا ينكر ذلك إلا جاهل قد علمنا جهله. قناة العالم أرى بأنها خارج منظومة النقد لأنها تفوقت على الغباء بمراحل وتجاوزته إلى ما هو أدنى، لكنني أحزن كثيراً على القنوات اللبنانية التي ارتضى مالكوها البقاء تحت (أحذية) إيران فالتصقت قذارتهم بها واستمتعوا برائحتها. إيران شوّهت لبنان وفرضت قوة السلاح على المشهد السياسي، وهي فعلت ذلك في العراق، واليوم تعترض على تدخل قوات درع الجزيرة، وكأن لها (حصة) في بقعتنا وشعبنا وخيراتنا. أستغرب كثيرًا لماذا لا يتم إغلاق هذه القنوات التي تحرض على الطائفية جهارًا نهارًا مخالفة بذلك المعاهدات والقوانين، ولا يكتفي بذلك بل معاقبتها حتى تكون عبرة لمن لا يعتبرون.