من يُرد الله به خيراً يصب منه، فالبلاء رحمة من الله تعالى، ظاهره شر وباطنه خير، {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} فالله لا يُقدِّر لعبده إلا الخير وهو أرحم بالمؤمن من الأم بأولادها. وقد قدَّر الله أن تُصاب دلال الدخيل بمرض السرطان وتخضع لعلاج طويل ثم توفيت - رحمها الله وجعلها شفيعة لوالديها يوم القيامة -. وهذا الكتاب (دلال.. رحلة ألم وأمل وفراق) يحكي قصة دلال ويروي تجربتها وكفاحها لمقاومة المرض. الكتاب من تأليف والدي دلال - يرحمها الله - (خالد بن إبراهيم الدخيل.. وإيمان عدنان الدبيان).. وتضمن تقديماً كتبه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان قال فيه: ليس هناك أعز على الإنسان من أسرته.. وعندما تُصاب الأسرة في أحد أبنائها أو بناتها فإن ذلك وقع لا يعرفه إلا من مر بهذه التجربة المريرة القاسية.. ولقد مر كل منا بتجربة من هذه التجارب في هذه الحياة الفانية. ويبقى الإيمان بالله سبحانه وتعالى واليقين بأن القدر حق وبأن الدنيا تستمر بمن عليها وبأن الله قد وسعت رحمته السموات والأرض والرجاء أن يجمعنا جميعاً بمن نحب في جنات النعيم. وجاء في المقدمة لهذا الكتاب أنه يهدف إلى توثيق فترة مهمة من حياة (دلال) - رحمها الله - بأمل أن يكون في تجربتها ومعاناتها وصبرها دروساً وعبراً للجميع ترسّخ الرضا بالقضاء والقدر. واشتمل الكتاب على طفولة دلال.. وقصة إصابتها بالمرض.. ورحلة العلاج إلى أمريكا عام 2006م.. وبعض المذكرات التي كتبتها بخط يدها.. ودلال بقلم صديقاتها.. وفي خاتمة الكتاب قال والدا دلال: عزاؤنا في فقد ثمرة فؤادنا أن الله يبتلي عباده المؤمنين ويُكافئ الصابرين حيث يقول تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة).