عادة ما تقدم لنا الصور إطاراً شاملاً يمكن من خلالها إعطاء صورة كاملة عن حياة هذا القائد الفذ -عبدالله بن عبدالعزيز- وفي مناسبة غالية وهي عودته سالماً معافى إلى أرض الوطن وإصداره -يحفظه الله- العديد من الأوامر الملكية الكريمة يأتي هذا المقال عرفاناً وتعريفاً بهذه الشخصية الكريمة -الغنية عن التعريف- والتي عملت على إثبات هذا الكيان وجعله باقياً بإذن الله عبر الزمن عزيزاً متمسكاً بشرعه المطهر. ولعلنا وفي إلماحة سريعة نقرأ من خلالها تاريخ الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- حيث نشأ وترعرع وشب عن الطوق وهو في رحاب ذلك البيت العريق لوالده الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود -طيب الله ثراه- ليشهد ويختلط ويحتك ويتعلم ويعمل على تكوين شخصيته الدينية والفكرية والأخلاقية والعلمية والسياسية عن والده الملك عبد العزيز، ومن خلال لقائه وصداقته وقربه من العديد من الشخصيات العاملة بديوان الملك عبدالعزيز أو موظفي وضيوف القصر أو تلك الشخصيات الزائرة للملك عبد العزيز من ملوك ورؤساء وأمراء وزعماء ووزراء ومبعوثين ورفقاء درب الملك عبد العزيز ورجالاته ورؤساء البادية وممن قاتلوا وجاهدوا مع الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- حيث لم يتخلف الملك عبدالله وبقية إخوته عن مجالس والدهم أو مرافقته في العديد من رحلاته الداخلية والخارجية مما كون رصيداً ضخماً مليئاً بالخير والعلم والثقافة والسياسة، فتشكلت من خلالها شخصية خادم الحرمين الشريفين. وعند الحديث بشكل دقيق عن بعض المناسبات التاريخية للملك عبدالعزيز (المصورة) والتي حضرها الملك عبدالله داخل المملكة وخارجها فقد لا تستوعب المساحة المتاحة هذا التاريخ العظيم للرجل الذي نذر نفسه لخدمة دينه ووطنه وأمته.. ولكن عملت جاهداً لاختيار بعض الصور بعد بحث دقيق في عدد من السجلات الشخصية والمجموعات المتناثرة عبر العالم فمعظم هذه الصور نادرة جداً.. حيث سيتم التركيز والتعليق هنا على بعض المناسبات التي ننشر لها صوراً توثق مراحل عمرية لخادم الحرمين الشريفين في عهد الملك عبدالعزيز. لقاؤه مع الأميرة أليس من أبرز تلك الصور تلك الصورة التي التقطتها الأميرة أليس كونتيسة أثلون، وهي أول فرد من الأسرة المالكة البريطانية حفيدة الملكة فيكتوريا -يزور المملكة العربية السعودية- حيث قامت في عام 1357ه - 1938م وبقصر الملك عبدالعزيز بجدة بالتقاط صور عديدة.. ومن ضمن من حضر ذلك اللقاء الملك عبدالله -يحفظه الله- كما كان يرافقها في تلك الزيارة زوجها السير ايرل اثرول حيث التقت بالملك عبدالعزيز وزارت الرياضوجدة واستمرت لعدة أيام. اللقاء التاريخي برضوى هو ذلك اللقاء التاريخي الذي جمع الملك عبدالعزيز بالملك فاروق ملك مصر على أرض خليج رضوى قرب ينبع في صفر عام 1364ه يناير 1945م حيث عمل هذا اللقاء على إقامة سياسة ثابتة بين البلدين على أسس من التعاون والتفاهم.. وقد حضر هذا اللقاء نحو عشرين من أنجال الملك عبدالعزيز وأحفاده وسائر أمراء آل سعود وكان من بينهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. زيارة الملك عبدالعزيز لمصر جاءت الزيارة الرسمية التاريخية التي قام بها الملك عبدالعزيز آل سعود لمصر في صفر 1365ه يناير 1946م استجابة كريمة من الملك عبدالعزيز لدعوة كريمة من الملك فاروق والذي وجه تلك الدعوة لجلالته أثناء الزيارة التي قام بها للمملكة. وقد رافق جلالة الملك عبدالعزيز في هذه الرحلة عدد من أنجاله ومن بينهم الملك عبدالله -يحفظه الله- حيث استغرقت الزيارة اثني عشر يوماً تم خلالها إعداد برنامج ضخم لجلالة الملك عبدالعزيز ومرافقيه حيث اشتمل البرنامج على زيارة القصر الملكي في عابدين، ومقر الحكومة والبرلمان المصري، وجامع الأزهر، والجامعة العربية، وأسلحة الجيش، والمؤسسات العسكرية والعلمية والصناعية، والمستشفيات، وجامعة فؤاد الأول (القاهرة حالياً) والمعالم الأثرية والقناطر الخيرية، والمتحف الزراعي، وإصلاحية الأحداث، كما زار المحلة الكبرى وهي إحدى قلاع الصناعة المصرية وأنشاص ومدينة الإسكندرية وغيرها من الأماكن المهمة. زيارة ملك الأردن قام العاهل الأردني الملك عبدالله (الأول) في عام 1367ه بزيارة رسمية إلى المملكة حيث التقى بالملك عبدالعزيز وقد حضر هذا اللقاء الملك عبدالله بن عبدالعزيز كما أقيم حفل على شرف جلالته شارك به عدد كبير من أبناء الملك عبدالعزيز. أمير البحرين عند افتتاح بعض المنشآت النفطية وبدء تدفق وتعبئة الناقلة دي جي سكوفيلد برأس تنوره عام 1358ه - 1939م قام الملك عبدالعزيز وعدد من أبنائه ومن بينهم خادم الحرمين الشريفين بتفقد المنشأة البترولية كما حضر -يحفظه الله- لقاء الملك عبدالعزيز مع الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة أمير البحرين. لقاءات ملك زار المملكة وخلال فترات متعددة العديد من الشخصيات وكان للملك عبدالله -يحفظه الله- حضور بعضها حال وجوده قريباً من الملك عبدالعزيز ومن تلك الزيارات، زيارة الملك محمد ظاهر شاه ملك أفغانستان، زيارة الملك الحسين بن طلال، زيارة الملك طلال بن عبدالله، الرئيس الباكستاني غلام محمد وغيرهم من الشخصيات المهمة في تلك المرحلة. ولعله وفي مناسبات خير قادمة بإذن الله أن يتم تناول جانب مضيء من جوانب الخير والعطاء للملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله. ولا يسعني هنا إلا أن أرفع أكف الضراعة إلى الله تعالى أن يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين من كل سوء ويمن عليه بالصحة والعافية ويؤيده بنصرة وتوفيقه وأن يشد عضده بولي عهده الأمين ونائبه الأمير سلطان بن عبدالعزيز وبقية إخوانه وأعوانه، وأن يديم على هذه البلاد أمنها واستقرارها ورخاءها. عدنان بن صالح الطريف - إعلامي - باحث ومهتم بالصور التاريخية والقديمة [email protected]