قرأت في العديد من المقالات في الجرائد والمجلات والمواقع الإلكترونية عن ظاهرة السيارات القديمة والدخان والغازات المنبعثة منها وهذا يدعونا للتذمّر من هذه الظاهرة التي تسبّب تلوّثاً واضحاً للبيئة والإنسان والحيوان والنبات، ونرى ذلك بكثرة شديدة بشكل يومي في الصباح الباكر على أحد الخطوط السريعة لدينا بمدينة الرياض خصوصاً على سبيل المثال على الطريق الدائري الشرقي أو خريص وخلافه (حدّث ولا حرج)؟ لم أقصد التكرار بطرح هذه الظاهرة إنّما أريد أن نرفع أصواتنا جميعاً ونقول بكلمة وصوت واحد: (نريد هواءً نقيّاً) وأعتقد بأنّ هذا من أبسط حقوقنا كبشر، ومن حقوقنا أن نحافظ على بيئتنا وعلى الحيوان والإنسان والنبات لتكتمل الحياة. هنالك العديد من الأخطار التي تسبّبها هذه السيارات القديمة فمثلاً تسبّب الازدحام على الطرقات والحوادث والدخان والغازات السامّة المؤدّية للعديد من الأمراض وأهمّها النوبات القلبية وجميع الأمراض التي تتعلّق بالتنفس لأنّ الهواء شريك رسمي بعملية الدورة الدموية ويجب أن يكون نقياً، ناهيك عن أن الأغلبية من سائقيها لديهم التهوّر وعدم الالتزام بأنظمة السلامة والمرور فتراه يسرع ويقطع الإشارة ويتجاوز وووووو إلخ، نسأل الله العفو والعافية. أطرح هذه الظاهرة الآن من جديد كما طرحها الكثير من قبلي لأنّي أبحث بجديّة عمّن يسمعنا لإيجاد حلول جذرية لهذه الظاهرة. كتب العديد قبلي بأنّه يوجد حلول كثيرة، كمثال: - عدم تجديد استمارات السيارات القديمة: ويجب أن يتم ذلك وفق شروط معيّنة وتنسيق بين الجهات المختصّة كالفحص الدوري والمرور وغيره. - بيع السيارات القديمة: بيعها على معامل صهر الحديد للاستنفاع منها وإعادة تدويرها وهذا جيّد، إذ سيكون لدينا فائض بالحديد في حال تمّ تطبيق ذلك. لا أذكر أين قرأت بأنّهم بأمريكا انتهجوا سياسة رائعة جداً أتمنى أن يتم دراستها لدينا تمهيداً للموافقة عليها وتطبيقها لدينا وهي أنّهم يتخلّصون من السيارات القديمة ويمنحون مالكيها قروضاً لشراء سيارات جديدة وبهذا يكونون قد حافظوا على البيئة وعلى المنظر العام وتنمية اقتصادهم. هناك جهات عديدة يجب أن تتكاتف للقضاء على هذه الظاهرة ونبدأ بالنواة (المواطنين المالكين لهذه السيارات القديمة) وأيضاً الفحص الدوري والمرور وأي جهة اختصاص أخرى يهمّها هذا الموضوع، إذ يجب أن يعدّوا دراسة شاملة لهذه الظاهرة ويضعوا الحلول لها لترضي جميع الأطراف لنصل إلى بيئة سليمة وهواء نقي. لا أعرف ماذا أقول ولكنّي أعرف جيّداً بأنّ مقالي هذا مدّته وإن طالت (48 ساعة) فقط وبعدها كما يقولون (ردّد يا ليل مطولك). كلّي أمل بأن يتم الالتفاتة إلى هذه الظاهرة الخطيرة التي أصبحت تنتهك حياتنا وبيئتنا وبكل سهولة للأسف، فمهما كانت هذه الأسباب والذرائع لا يوجد لدينا ما هو أهم من صحّتنا وحفاظنا على حياتنا وبيئتنا فلنرفع شعار (نريد هواءً نقيّاً). وأسأل الله تعالى الصحة والعافية لنا ولجميع المسلمين والله من وراء القصد. مدير إدارة الموارد البشرية - مؤسسة الشتاء والصيف للتجارة والمقاولات - الرياض [email protected]