حُقّ لنا أن نُطلق عليه لقب أمير التواضع؛ وذلك لحبه الناس، وحب الناس له، وتواضعه بين الناس، إنه صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة - حفظه الله - الذي يتميز بالعديد من الصفات والمواقف التي تكشف أصالة معدنه ونبل أخلاقه؛ حيث عملتُ بالقرب من سموه قبل انتقاله من إمارة حائل، ومن كان قريباً من سموه يظن أنه مواطن مثالي؛ لما يتمتع به سموه من شخصية مرحة ومحبوبة يقف مع الحق بطريقة جميلة في التعامل تدل على تواضعه وإنصافه، وما زلتُ أذكر اجتماعاته وكيف كان سموه يستمع ويحاور ويدفع محاوريه إلى التحدث بصراحة، وفي نهاية الاجتماع كان يقف عند باب صالة الاجتماع ليودع ضيوفه واحداً تلو الآخر بابتسامة واهتمام.ما زلتُ أذكر احترامه وانضباطه ووقوفه عند إشارة المرور عندما تكون حمراء وهو في طريقه إلى إمارة منطقة حائل عند الساعة الثامنة صباحاً، هذا هو مقرن بن عبدالعزيز الذي تولى إمارة منطقة حائل لأكثر من عشرين سنة؛ فكان حريصاً على متابعة شكاوى المواطنين وإنجازات الإدارات الحكومية والخدمية، وما يشغل أهل حائل، وهذا عزَّز مكانته الخاصة في قلوبهم، وجعلهم لا يشعرون بالحرج لدى مقابلته لتقديم شكوى أو رفع حاجة أو طلب مساعدة. وقد اتسم سموه بالقدرة على الاستماع وسرعة الاستجابة ورفضه الظلم والاعتداء، وعُرف بالتواضع الجمّ، وكان مجلسه كقلبه مفتوحاً لكل الناس ومستعداً لاستقبال المحتاجين والمطالبين بالحق، فكان يحل مشاكلهم في جلسته وعلى مسمع منهم، وما زلتُ بعد تقاعدي من إمارة حائل بعد خدمة تشرفتُ بها لأكثر من ثلاثين عاماً من المعجبين بسموه وبطريقة تناوله أي موضوع ببساطة وسهولة الوصول إلى الهدف مباشرة دون استعراض وإبراز للذات. ولقد استمر سموه في العطاء وفي إسهاماته الوطنية؛ فقد شهدت الاستخبارات في عهده تميزاً ملحوظاً استلهمت خبرته وقدراته في مختلف الأمور، وهذا ليس بغريب على أبناء المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز - طيّب الله ثراه - كونه صنع مملكة من بادية ومن أجزاء صحراوية، ووحَّد قبائل متناحرة وجعلها تنعم بأمان ونماء منذ توحيد هذا البطل الذي جاهد في سبيل إعلاء كلمة التوحيد (لا إله إلا الله، محمد رسول الله)، وخاض المعارك الدامية مضحياً بالنفس، وباذلاً كل الجهد، من أجل تحقيق هذا الهدف الرفيع؛ فلا أملك إلا أن أقول لأمير التواضع مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة الأمير المحبب للنفس: شكراً لك، نحبك بكل صدق، ونثني على جهودك؛ فأنت نموذج مشرف داخلياً وخارجياً. وأخيراً أقول: اللهم احفظ هذا البلد آمناً مطمئناً، واحفظ والدنا خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز سالماً معافى يا كريم. * من منسوبي إمارة حائل - متقاعد