قرارات ملكية حكيمة وأوامر ولي أمر مسددة، إصلاحات متعددة عظيمة وخطى واثبة ثابتة راسخة في مسيرة التقدم والنمو، وأمور كثيرة قادمة، كل هذا وأكثر استمع لها المواطن السعودي من والده الكريم الحنون العطوف الرؤوف بهم، الذي يتلمس حاجات أبنائه فيقضيها ويبحث عن متطلباتهم وما يتمشى لحياة سعيدة آمنة كريمة لهم، حتى قبل أن يفكروا فيها فَيُوجِدها لهم على أرض الواقع.. أب تلمس مَواطن الحاجة فسدها بما تريد بل وزاد، قائد يرى موظفي الدولة فيبحث عن راحتهم وما يسهل لهم طريقهم ليعملوا بجد وتفان فيلبي حاجاتهم ويذلل الصعاب لهم ويقف معهم في محنهم ومصاعب الحياة فيكون السند بعد الله لهم فيقف عند كل ما يقض مضاجعهم ويشغل تفكيرهم فيمسح ويرتب على أكتافهم ويسهل طريقهم ويقضي ديونهم، نشأ في بيت علم وصلاح وتقوى فيكون همه العلم والعلماء فيعطي الأمر بأهمية احترام العلم وأهله، ويوجه التوجيه الكريم لما فيه صلاح البلاد والعباد ويجعل من ذلك إنشاء مجمع فقهي سعودي، رعى أماكن العبادة واهتم بها فخصص المبالغ في ترميم المساجد والجوامع في بلد الخير ودرة الأوطان ومهبط الوحي ومنبع الهدى والنور ومهد الرسالة فيكون للدعوة إلى الله على بصيرة نصيب ولحفظة كتاب الله نصيب فلله دره من قائد فذ، أمر فرفق، وبذل فأوسع، وبنى فأرسى... إن بلد علاقته تسير وفق تعاليم الدين الإسلامي الحنيف؛ لبلدٌ يعيش بحفظ الله وبتوفيق الله، فالله لا يضيع عباده، وهذا ما هي عليه بلاد الحرمين الشريفين ويسير عليه ولاة أمرنا من قيام هذه الدولة وإلى العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أطال الله بعمره وأيده بنصره وتأييده فالعلم والعلماء شغله الشاغل، والمساجد والدعوة إلى الله على بصيرة وكتاب الله من أولويات عمله، وشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أخذت مكانا عاليا عنده؛ ليقف الكل على هذا المسلك العظيم وعلى هذا المسار الثابت فكتاب الله دستوره وشرع الله طريقه، الموظفون جميعهم مدنيهم وعسكريهم في قلبه، والشباب لم يتركهم بل كانوا في قلبه وعقله فلم يغفل عنهم... ومهما عددت من أمر إعلامي أو اجتماعي أو تربوي أو دعوي أو تنموي لوجدت ذلك عنده. إن المتأمل في كلمة والدنا وربان سفينتنا يجد فيها أبعادا تربوية كبيرة وجوانب نفسية عظيمة حيث تبع كلمته وختمها برباط أبوي كبير ورباط أخوي عظيم تشد أواصر المحبة وتقوي الصلة بينه وبين الشعب حيث قال -حفظه الله ورعاه وسدد خطاه-: (لا تنسوني من دعائكم) فيربط الجميع برباط قوي وعلاقة وطيدة هي العلاقة الربانية الإلهية والتي سارت عليها البلاد في تطبيق شرع الله وهذا أقوى رباط وأمتن علاقة فلله دره من ملك وقائد وزعيم ملك الإنسانية وملك القلوب التي في الصدور... بل إن المتأمل في كلمته - أتم عليه نعمه وأسبغ عليه عافيته وألبسه لباس الصحة والعافية - يجد فيها المعاني الكبيرة والأبعاد النفسية المتعمقة في إحساسه بشعبه وقوة تلاحمه معهم بل وتبع ذلك بأوامر أثلجت الصدور وراعى البعد النفسي لذلك بعدما شاهد مشاعر الفرح على أبنائه وإخوانه المواطنين أن جعل لهم متنفساً للفرح وهذه من أشد الأمور التي لا يُنتَبَهُ لها ولكن ذلك لم يغب عن خاطر قائد يتلمس حاجات شعبه فجعل يوما بعد تلك الأوامر ليكون فسحة للمواطنين بأن يعبروا عن فرحتهم وسرورهم... فملك يعيش كمواطن ليشعر ويحس بما يحتاجه المواطن لجدير أن يحب وقدير بتملك القلوب ولا غرو فقد حاز على ملك الإنسانية وطار بالقلوب. فسر بنا نحو المعالي فأنت والدنا ومليكنا وقائدنا وأبونا التربوي الحنون فجزاك الله عنا خير الجزاء وأجزل لك المثوبة وألبسك لباس الصحة والعافية وزادك قوة وتقوى ورفع قدرك وأعلى شأنك وبارك لك في شعبك وبارك لشعبك بك.