الرحمة والإنسانية والحلم والأناة من عظيم مكارم الأخلاق، وخصال حميدة يجعلها الله فيمن يشاء من عباده، فأودعها سبحانه وتعالى في نبي هذه الأمة محمد صلى الله عليه وسلم فقال تعالى: (وإنك لعلى خلق عظيم)، وقال صلى الله عليه وسلم: (إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق) وفي إشادة نبوية بهذه الخصال والصفات الحميدة قال عليه الصلاة والسلام لأشج عبدالقيس: (إن فيك لخصلتان يحبهما الله ورسوله الحلم والأناة). هذه الخصال الإنسانية من عظيم مكارم الأخلاق التي كانت نهج نبي الأمة وصحابته وسنة من سننه الحميدة لأمته من بعده وهي دليل توفيق الله ورضاه عن من حباه نعمة تلك الخصال الإسلامية الحميدة. ذكرتني هذه المقدمة بنهج الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وأفعاله التي تتجلى فيها أبهى صور التقوى والإنسانية والحلم والتواضع الذي فطره الله عليها، فعلى سبيل المثال لا الحصر نراه في مجلسه العامر وهو يستقبل شعبه الوفي يأخذ بيد المسن والمريض ويستمع إليهم في تواضع جم، ثم يساعده على الوقوف وبعفوية وتواضع يرفع إليه عصاه التي وقعت منه، رأيناه يفاجئ الفقراء بوجوده معهم داخل منازلهم ويتنقل بينهم من منزل إلى آخر متفقداً أحوالهم، رأيناه يزور المرضى الكبار والأطفال من المواطنين والمقيمين ويطمئن عليهم، رأيناه مع أبنائه وبناته المبتعثين في الخارج يتفقد أحوالهم ويتلمس حوائجهم بعطف الأبوة الحانية. رأيناه وهو يشرح بعفوية في حديثه المتسم بروح البساطة والدعابة تفاصيل العارض الصحي الذي تجاوزه بحمد الله ثم يقلب المعادلة ويقول لشعبه: (دام أنتم بخير فأنا خير)، ويعتذر لمن لم يستطع الوقوف لمصافحته واقفاً، إنه التواضع والصدق في القول والعمل والأخلاق السامية النبيلة التي أودعها الله في هذا الملك الصالح الذي يعمل بما فطره الله من رحمة وإنسانية نابعة من نقاء السريرة ونبل المقصد وفطرة نقية خالية من التكلف والمجبولة على البساطة، يسير على هذا النهج النقي ابتغاء رضا الله واقتداء برسوله، فسبحان من أودع فيك يا سيدي مكارم الأخلاق كلها، وجعل محبتك في القلوب كلها، حتى أصبحت محبتك بالإجماع الساحق الذي تجاوز حدود الوطن والأغلبية. العميد الركن/ عبدالله بن عاروك الشهري مساعد قائد سلاح المهندسين