عمت الفرحة الصادقة كافة أرجاء البلاد من أقصاها إلى أدناها، بمناسبة عودة ملك القلوب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - إلى أرض الوطن بعد رحلة الاستشفاء التي قضاها خارج البلاد، والتي كانت قلوبنا معه خلالها، وأكفنا مرفوعة بالدعاء إلى الله أن يمنّ عليه بعاجل الشفاء وكامل الصحة والعافية، بينما كان قلبه الرحيم، وفكره السديد، هنا معنا في أرض الوطن، يستفسر عن أحوالنا ويحاول طمأنتنا على صحته، ولا ينسى أحد تلك العبارات الصادقة المعبرة التي أطلقها لدى خروجه من المستشفى والتي قال فيها: (إذا أنتم بخير فأنا بخير) بعبارة مختصرة وبسيطة، لكنها تحمل في جوفها معاني عميقة ودلالات كبيرة، ومواقف إنسانية رائعة، لا تتكرر في أي بلد آخر، أن يكون قائد البلاد، وولي الأمر في حالة استشفاء، ويكون مشغولاً - في الوقت ذاته - بأمر الشعب وأحوال المواطنين، رغم ظروفه الصحية، فهذه من الحالات النادرة، ولكنها ليست مستغربة على ملك الإنسانية، ووالد الجميع الذي عودنا على تفقد المرضى والمحتاجين في بيوتهم وفي أحيائهم للوقوف على أحوالهم، وإنشاء المؤسسات، والجمعيات، والصناديق والمصارف وغيرها من أجل الارتقاء بأوضاعهم.إذا عرف الناس معدن هذا الرجل الأصيل، عرفوا أيضًا سر العلاقة المتينة بينه وبين شعبه، وعرفوا دلالات الخروج التلقائي لاستقباله لدى عودته من الخارج بعد غياب زهاء الثلاثة أشهر، وهم يعبرون عن الفرح والسرور والشوق للقائه والاطمئنان عليه، وقد شهدت كل القرى والهجر والمدن في كل المناطق بلا استثناء مظاهر احتفالية لا مثيل لها بعودة الملك ووصوله أرض الوطن سالمًا معافىً، وهي مظاهر تعبر عن المشاعر الصادقة والحب المخلص والمودة المتبادلة بين القائد والشعب، وتعبر أيضًا عن التلاحم بين المواطنين وولاة الأمر وتجديد ولائهم لهم في زمن عز فيه هذا الشعور في كثير من البلدان من حولنا. هذه المحبة هي نتاج طبيعي لمحبة الملك لشعبه ووطنه، وحرصه على نمائه وبنائه وتنميته وتطويره خدمة للعشب الذي يستحق ذلك، ويدرك أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله- يعمل بإخلاص من أجل المواطن والوطن والأمتين العربية الإسلامية بل من أجل الأنانية قاطبة، هذا سبب استحقاقه - عن جدارة - لقب ملك الإنسانية الذي اكتسبه من خلال مواقفه الداعمة لكل ما فيه خير للبشرية، ومن خلال مساندة المملكة للدول والشعوب في الأزمات والمحن التي تتعرض لها، وذلك بتوجيه من القيادة الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله جميعاً - ونحمد الله على هذه النعمة الكبيرة، ونعمة أن من الله بالصحة والعافية على ولي أمرنا وعودته إلينا سالما معافى لأرض الوطن لمواصلة مسيرة البناء والإصلاح التي اتسم بها عهده الميمون، عهد الخير والرخاء والوفرة والأمن والاستقرار، ونسأل الله أن يحمي بلادنا من كل سوء ومكروه ويحفظ أمنها واستقرارها في ظل حكومة خادم الحرمين وسمو ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني - رعاهم الله -. [email protected]