باشر الائتلاف الدولي أمس تدخله العسكري في ليبيا مع أول عملية قصف جوية تشنها مقاتلة فرنسية في هذا البلد، الذي يشهد تمردًا داميًا منذ شهر ضد نظام معمر القذافي. واستهدفت أول عملية قصف جوية فرنسية في الساعة 16,45 ت غ آلية عسكرية تابعة لقوات القذافي في مكان غير محدد، فيما حلقت نحو عشرين مقاتلة من طرازي رافال وميراج فوق الاراضي الليبية. ومساء قالت شبكة تلفزيون سي.ان.ان نقلًا عن مسؤولين عسكريين إن سفينة حربية امريكية اطلقت صواريخ كروز على ليبيا. وكانت قوات القذافي قصفت منذ الفجر مدينة بنغازي أحد آخر معاقل المعارضة الليبية. وفي المرج على بعد مائة كلم شمال شرق بنغازي، اطلقت العيارات النارية وعلت ابواق السيارات احتفاء باعلان القصف الفرنسي. وعقب انتهاء القمة الدولية حول ليبيا في باريس امس، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي «بالاتفاق مع شركائنا فإن قواتنا الجوية ستعترض اي اعتداء لطائرات العقيد القذافي على السكان في بنغازي. ان طائراتنا بدأت القيام بمنع الهجمات الجوية على المدينة». بدوره، قال الرئيس الامريكي باراك أوباما إن «الشعب الليبي يجب أن ينعم بحماية، وفي غياب نهاية فورية للعنف ضد المدنيين، فان ائتلافنا جاهز للتحرك، وللتحرك بصورة عاجلة». ووعدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ب «قدرات فريدة»، اي بوسائل عسكرية لا يملكها حلفاء الولاياتالمتحدة، وقالت في باريس إن «القذافي يواصل تحدي العالم، والهجمات على المدنيين تتواصل، واي تاخير اضافي سيعرض مدنيين لمزيد من الخطر». لكن وزارة الخارجية الروسية اعربت عن اسفها للتدخل العسكري بعدما امتنعت موسكو عن التصويت على قرار الاممالمتحدة. واعتبر الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز أن التدخل العسكري الدولي في ليبيا امر «غير مسؤول»، لافتًا إلى أنه يستهدف فقط الاستيلاء على النفط الليبي. في المقابل، اكد ساركوزي أن «باب الدبلوماسية» سيفتح في حال توقفت الاعتداءات على السكان في ليبيا. وكان القذافي حذر في رسائل إلى الرئيسين الأمريكي والفرنسي باراك أوباما ونيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والامين العام للامم المتحدة بان كي مون، من أنهم «سيندمون» اذا تدخلوا في ليبيا. واعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون السبت أن «الوقت حان للتحرك» في ليبيا وذلك في مقابلة مع التلفزيون البريطاني اجريت معه لدى اختتام قمة باريس. وشوهدت طائرة حربية تهوي في اجواء المدينة، تبين لاحقًا أنها تابعة للثوار. من جهتها، اكدت قطر ودول اوروبية عدة بينها بلجيكا وهولندا والدنمارك والنروج نيتها المشاركة في العمليات العسكرية عبر تقديم طائرات. وقال رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو إن اسبانيا ستشارك في منطقة الحظر الجوي عبر طائرة امداد واربع مقاتلات من طراز اف 18 ستقلع إلى قاعدة ايطالية. من جانبه، اعلن رئيس الوزراء البلجيكي ايف لوتيرم أن «بلجيكا ستشارك بطائرات اف 16 موجودة حاليًا في جنوب اليونان». واكد رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني أن ايطاليا ستضع قواعدها في تصرف العمليات العسكرية في ليبيا من دون أن يستبعد مشاركة اكبر في مرحلة لاحقة. وقال برلوسكوني إن تنسيق العمليات «سيتم على الارجح انطلاقًا من قاعدة الحلف الاطلسي في نابولي». إلى ذلك، اكد وزير الداخلية الليبي المنشق عبدالفتاح يونس امس أنه ما زال يقاتل في الميدان ضد قوات القذافي، وذلك بعدما اعلن التلفزيون الليبي الحكومي في وقت سابق أنه اعيد إلى منصبه. وقال يونس: “نحن في الميدان نقاتل بما في ايدينا، واذا جاءنا مدد فأهلًا وسهلًا”. وتعليقًا على تحليق طائرات رافال فرنسية في سماء بنغازي قال: “اهلًا بهم وشكرًا على ذلك، لكني كنت اتمنى أن تكون طائرات عربية”.