أيها الأحبة في الله تعالى أحذركم التحذير الشديد من تلك الدعوات المضللة المغرضة التي تنطلق من هنا وهناك في بعض صفحات الشبكة العنكبوتية، والتي تدعو إلى الخروج في المظاهرات والمسيرات والاعتصامات في بلاد الحرمين، والتي لا يتفوه بها ولا يدعو لها إلا الجهال من أصحاب الأهواء ممن لا علم عندهم بالمصالح والمفاسد، فإن هذه الدعوات لا تريد بنا الخير أبداً، بل لا تريد بنا إلا التفرق والشر والتشرذم وذهاب الكلمة وفقدان الأمن وهلاك الحرث والنسل، فاحذروها رحمكم الله تعالى أشد الحذر، ولا تقبلوها وانسفوها من قلوبكم واعتقدوا وجوب الإنكار على من يدعو لها، ولا تصدقوا أصحابها الداعين لها من أنهم يريدون بنا وببلادنا الخير والتقدم والصلاح والإصلاح، لا والله، فقد كذبوا، وبهرجوا باطلهم بزخرف من القول غرورا، انتبهوا أيها الأحباب من قبول شيء من ذلك، فإن بلادنا ولله الحمد قامت ولا تزال على قدم التوحيد، وهي قاعدة أهل السنة والجماعة، ولا تزال محكمة لشريعة الله تعالى وداعية إلى الله تعالى، ولا يزال أهل العلم فيها أعزة في منعة وخير لا يعلمه إلا الله تعالى، نعم، نحن لا ندعي الكمال، ولكننا كذلك لسنا بأغبياء أن نقبل مثل تلك الدعاوى التي تحمل في طياتها تدمير البلاد وإهلاك النفوس وإراقة الدم الحرام ونشر الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار، فلا نكون ممن يخرب وطنه بيده، نعوذ بالله تعالى من ذلك، ألا فالحذر الحذر أيها الإخوة الموفقون من هذه الشعارات التي يرددها من حسدونا على ديننا وأمننا واقتصادنا وسعة خيراتنا، احذروا من تلك الدعاوى التي سيفرح بقبولها الرافضة والصوفية وأهل الحداثة والعلمنة، احذروا تلك الترهات التي سيدخل فيها من يطالب بالحرية الغربية، ومن يطالب بتحرير المرأة وبقيادة المرأة وبتغيير شريعة الله تعالى، احذروا تلك الشعارات الزائفة البراقة التي ستكون باباً يلج منه أهل الباطل في الدعوة إلى باطلهم، فالحذر الحذر أيها الإخوة، لا سيما وأن تلك المظاهرات بذرة للخروج الفعلي على ولاة الأمور،وقد انعقد إجماع أهل السنة رحمهم الله تعالى على حرمة الخروج على الحاكم إلا أن نرى كفراً بواحاً عندنا فيه من الله برهان، مع غلبة ظننا أن لا تكون هناك مفاسد أعظم من المصالح المرجوة، وولاة أمرنا ليس فيهم شيء من ذلك حتى يسوغ لنا الخروج عليهم، ولكنها الدعوات المغرضة والشعارات البراقة التي تدعي السلام والصلاح والإصلاح في ظاهرها، ولكنها تحمل في طياتها الفساد والإفساد والبغي والظلم والعدوان على البلاد والعباد، والذي نعتقده فيها هو التحريم، فلا يجوز إقامتها في بلاد الحرمين، ولا يجوز الإعانة عليها ولا المشاركة فيها ولا الدعوة لها في مواقع الشبكة العنكبوتية، ويجب الضرب بيد من حديد على من يقوم بها ويعينها، بما يراه ولي الأمر زاجراً ورادعاً لمثل هؤلاء الضلال عن ضلالهم، وواقع حال بلادنا ليس كواقع البلاد المجاورة التي قام فيها شيء من ذلك، فالله الله أيها الأحباب بالحذر الشديد من قبول تلك الدعاوى، ونحن نشهد الله تعالى أننا نبرأ إلى الله تعالى منها، ولا ندعو لها، ولا نرضى بها، لأننا نعتقد أنه يجب علينا أن نكون نحن وولاة أمرنا أمة واحدة ويداً واحدة على من سوانا، وأن نكون صفاً واحداً، وأن نتعاون معهم على البر والتقوى، وأن نتناصح فيما بيننا بالكلمة الطيبة والنبرة المشفقة الهادئة المنبثقة من هدي السلف الصالح، والأمر خطير، ولا يجوز أن نتابع فيه تلك الدعاوى التي تأتينا من هنا وهناك، يجب علينا أن نكون أعضاء فاعلين في مجتمعنا، وبناة لهذا الوطن الكريم، لا معول هدم يضرب في عضد الأمة ويفت في قوتها، أرجوكم ثم أرجوكم أيها الإخوان أن تحذروا من هذه المواقع على الشبكة، فلا تدخلوها ولا تقبلوا ما فيها، وإن أشكل عليكم شيء فارجعوا إلى أهل العلم والخبرة والأمانة من علماء هذه البلاد، أسأل الله تعالى باسمه الأعظم أن يعصم بلادنا من كل مكروه، وأن يحفظنا وولاة أمرنا وعلماءنا من كل من يريد لنا الشر والفرقة، وأن يجعل كيد عدونا في نحره، إنه ولي ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه. وليد بن راشد السعيدان - الدلم - إمام جامع الشيخ راشد الخنين