قبل حوالي عقدين من الزمان أطلق الرمز الهلالي الكبير الأمير عبدالله بن سعد (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته) عبارته الشهيرة (انتهى التنافس بين الهلال والنصر) تلك العبارة التي كان وقعها كالصاعقة فثارت حينها ثائرة المنتمين لنادي النصر ولم يهدأ لهم بال مستنكرين بشدة وبحدة هذه المقولة وتناولوها من جوانب عديدة لكنهم تجاهلوا المغزى الذي رمى إليه رئيس نادي الهلال آنذاك مؤكدين أن التنافس لازال على أشده بين الناديين وقد استشهدوا بنتائج الفريقين ذلك الوقت حينما كانا يتبادلان الفوز رغم أن الأمير عبدالله كان شفافا وهو يوضح قائلا يرحمه الله إنه كان يقصد بالتنافس على البطولات حيث بدأت تتسع الفوارق بين بطولات الهلال والنصر وهذا ما دعاه لذلك التصريح الشهير ورغم ذلك لم يقابل هذا التوضيح بالقبول وهذا ديدن الغالبية من النصراويين إذ يجب أن ترى الأمور كما يرونها وإلا.. فلا!! ومع مرور الزمن تأكدت مقولة الأمير الراحل ونظرته المنطقية بعد أن اتسعت الفوارق كثيرا بين الناديين سواء من حيث عدد البطولات للهلال أو من حيث ابتعاد النصر عن تحقيقها وهو المبتعد عنها منذ العقد ما قبل الماضي بالنسبة لبطولة الدوري ولأكثر من ثلاثة عقود بالنسبة لكأس ولي العهد.. والآن وبعد أن انفرد الهلال في كل شيء سواء في تحقيق البطولات أو بالسيطرة المطلقة على لقاءات الفريقين في السنوات الأخيرة إلا في مرات محدودة، وكذلك مع ابتعاد النصر كليا عن تحقيق البطولات وهذا ما دعا بعض لاعبيه للتفرغ للاستفزازات والتطاول على الحكام وبعض لاعبي الخصوم.. ألم يحن الوقت بأن نقول صدقت الرؤية الفنية للأمير عبدالله بن سعد رحمه الله؟!. الهلال في عنق الزجاجة أمام الهلال مساء اليوم مباراة صعبة لكنها ليست شاقة قياسا بإمكاناتهم وقدراتهم الفنية سواء على الصعيد الفردي أو الجماعي وكل ما عليهم أن يثقوا بقدراتهم أولا وقبل كل شيء بشرط ألا يفرطوا بهذه الثقة كما يجب عليهم أيضا أن يخوضوا هذا اللقاء وفي أذهانهم هزيمتهم السابقة أمام سابهان الإيراني وأن ينسوا فوزهم على فريق النصر وتأهلهم للمباراة النهائية لكأس ولي العهد بمعنى أنهم الفريق الذي اكتوى بالهزيمة وليس المنتشي بالفوز فهذه ليست كتلك.. فمباراة الغرافة تمثل عنق الزجاجة الذي لابد من تجاوزه لمواصلة المشوار في هذه البطولة، فالخسارة - لا قدر الله - ستضعف حظوظ الهلال بالتأهل للمرحلة القادمة وستدخله بحسابات لا تليق به كزعيم لآسيا وستجعل اللاعبين تحت ضغط نفسي يصعب الخروج منه. على عَجَل في إحدى القنوات الفضائية سمعت صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي، رئيس نادي النصر يقول: (بأن تصريح رادوي يمس حسين عبدالغني وأولاده وعائلته).. فيا سمو الأمير أليس اتهامك وعبر إحدى القنوات الفضائية للاعبي الهلال ياسر والعابد بتعاطي المنشطات يمس سمعتهم وعوائلهم؟ وما رددته جماهير ناديك طيلة موسمين بحق ياسر القحطاني في ظل صمتكم كإدارة وصمت لجنة الانضباط ألا يمس كرامته وعائلته؟؟!! من أعطى الضوء الأخضر للاعبي النصر لمحاصرة الحكام بعد المباريات التي يخسر فيها الفريق دون اعتبار لأية جهة أو لجنة؟!! ما هذا النفوذ النصراوي ومن يقف وراءه؟؟ ما يتعرض له رادوي شبيه إلى حد كبير لما كان يتعرض له اللاعب العالمي ريفالينو حينما كان يلعب للهلال وإن كان ما يتعرض له الأول أشد وأقسى. هذه ضريبة يدفعها النادي الذي يتعاقد مع لاعبين على مستوى عال من الكفاءة.. فالاستفزازات والخشونة هي التي قد تحد من قدراتهم على تقديم ما هو مفيد لأنديتهم. قد تستمر طويلا هيمنة الهلال طالما استمرت النوايا السيئة التي تحاك ضده وقد قالها من قبل مؤسس نادي الهلال الشيخ عبدالرحمن بن سعيد: (إنها بطولات النوايا الحسنة). كان من المفترض أن يكتسي تذاكر مباراة الهلال والنصر اللون الأخضر وشعارات وطنية لا أن تحمل شعارات استفزازية لا تتناسب مع ما اتفق عليه بين جماهير الناديين. توجه الجماهير كان إيجابيا بعكس توجه الإدارة!! وأخيراً : ((عاش الملك للعلم والوطن))