جاء معرض الرياض الدولي للكتاب 2011م وأعينُنا تشكيلياً وأكاديمياً تترقب الأرفف في أجنحته العديدة -كما يحدث في كل عام- ننبشها إن كانت ستحمل كتباً تُعنى بالتخصص أم سنعود بخفي حُنين، وكانت زيارتي للمعرض أكثر من مرة لا تختلف كثيراً عن سابقتها في الأعوام الماضية، سوى شرائي بضع كتب حديثة الطبع لا تخلو من تناسخ واضح في محتواها؛ خصوصاً إذا كانت لنفس المؤلف فتأخذ من وقتي لتمحيص محتوياتها المتشابهة إلى حد كبير؛ وتحديد أيها أولى بالاقتناء. وبقدر توافر الكتب ذات الطابع التعليمي الفني التي يزين أغلب أغلفتها أعلام الفن الأوروبي الحديث؛ إلا أنها لا تخدم الباحث المتخصص بالقدر الكافي كمراجع قيّمة يعول عليها، وفي الفترة الحالية التي توقفت فيها خدمات مكتبة الملك فهد الوطنية ومكتبة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بسبب أعمال التوسعة والترميم حيث كانتا تخدمان حركة البحث العلمي من خلال أوعيتهما المتعددة - ومع النقص الكبير في مراجع الفنون التشكيلية بالمكتبات التجارية - فلن يكون أمامنا خيار سوى الشراء إن لم يكن من معرض الكتاب، فعن طريق الإنترنت أو أشخاص خارج حدود الوطن؛ وهو ما يشبه شراء السمك في الماء؛ حيث لا نعرف عن محتويات الكتب ما يكفي فنقع في مغامرة مكلفة هي الأخرى، لذا فإنني أتمنى على وزير الثقافة والإعلام، وكذا وزير التعليم العالي خلال معارض الكتاب القادمة توجيه أكبر قدر من الاهتمام بتوفير المراجع الأكاديمية المتخصصة والحديثة التي تخدم الباحث العلمي، ليس في مجال الفنون فحسب، بل في شتى المجالات البحثية، لتكون عناوين المعرض متماشية مع تزايد أعداد طلاب الجامعات وتعدد تخصصاتهم، وكخطوة مهمة وتكاملية في سبيل تحقيق جودة التعليم العالي التي أصبحت مجالاً للتنافس بين الجامعات محليا وعالمياً. [email protected]