لفت نظري ومن خلال صفحات الفيس بوك معرض الفنون التشكيلية الذي أقيم ضمن فعاليات الأيام الثقافية السعودية في تركمانستان أخيراً وبحضور وتنسيق الفنان عبدالله نواوي وحضور الفنان أحمد البار والفنانة التشكيلية غادة الحسن، صور كثيرة تقدم المشاركة التشكيلية في دولة أعتقد أنها المرة الأولى التي نقيم أو نقدم فيها أنفسنا للجمهور وللوسط الفني والثقافي هناك. معرفتي بتركمانستان محدودة جداً وكان الفنان عبدالله نواوي أبلغني بالمناسبة وأنه يعد للمشاركة التشكيلية لها، كما أن وكالة وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في إدارتها للفنون التشكيلية دعت الفنانين للمشاركة في المعرض ومشيرة إلى أنه سيتم اختيار بعض الفنانين لمرافقته. الملفت كثيراً في صور معرض الفنون التشكيلية هي أنها أعمال معرض سايتك الذي نظمه الفنان نواوي في مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز في الخبر قبل شهور قليلة، وكنت وقت ذلك المعرض كتبت متمنياً أن تقتني سايتك كمؤسسة كبيرة بعض أعمال المعرض التي يعبر بعضها عن مستوى جيد إلا أنني فوجئت بوجود المعرض هناك في تركمانستان بعيداً عن دعوات وكالة الوزارة للشؤون الثقافية وبعيداً عن التمنيات أن يمثل المعرض ما يمكن انتقائه من أعمال تقدمنا على النحو الأفضل، مستويات جيدة وأخرى ضعيفة أُخذت إلى هناك وفي هذا نوع من الغبن الفني الذي لم يمنح الفنانين الفرصة الكافية للمشاركة ولا الثقة في من يمكن ترشيحهم للحضور، مع تقديري لمن حضروا المناسبة وكانوا موعودين بذلك أثناء إقامة معرض سايتك كما علمت، في الواقع لا اعترض إلا على الدعوة المربوطة بالاختيار وهو اختيار بدا مسبقا، أما الأمر الآخر والمهم أيضا هو العرض المتواضع للأعمال الفنية فإذا كنت انتقدت في كتابة سابقة طريقة العرض في معرض سايتك فإن العرض في تركمانستان بدا عشوائيا واللوحات متراصة والمستويات متباينة والاستاندات أو حوامل اللوحات متنوعة ولا أعرف إلى متى سيبقى حال المعارض والمشاركات الخارجية بهذا الوضع، أتذكر أن الفنان الدكتور صالح خطاب كان يرافق المعارض بصفته مسؤولاً عن الفنون التشكيلية، وعندما تحدثنا مع وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية المكلف الدكتور عبدالله الجاسر عن أهمية تفعيل المشاركات على النحو الذي يكفل عرضا جيدا نوقشت فكرة أن يكون المشارك عضوا في الجمعية السعودية للفنون التشكيلية ومع أنني لا أميل في الحقيقة إلى هذه النقطة، إلا أن المستوى وطريقة العرض والتقديم هامتان جدا عندما يكون الأمر صورة عن حركة تشكيلية لا ينقصها المستوى أو الفنانين المجيدين أو الدعم المادي لمناسبة كبيرة كهذه، ولعل معرض الفن السعودي المعاصر مع كل تشابهاته الأخيرة كفيل بحل مثل هذا الأشكال الفني وذلك بتعزيز معرض تركمانستان بالأعمال الأجود من المعرض المعاصر والمشاركات الأخيرة يظهر أن الذي يحددها شخص واحد ولا يجد من الوزارة أي وجهة نظر تصحيحية. يعيدني معرض تركمانستان إلى معارض المملكة التي تقام في الخارج على نحو من السرعة والعجلة. من مشاركاتنا الثقافية والتشكيلية خصوصا ما كان في الولاياتالمتحدة بمناسبة مشاركة المملكة في نهائيات كأس العالم 1994 وكنت حضرت المناسبة، مع أن المكان الذي أقيمت فيه لم يكن ملائماً إلا أن الإعداد للمعروضات والمطبوعات كان كفيلاً بتقديم صورة جيدة عن الفن التشكيلي في المملكة ومن ذلك أيضا اختيار الأعمال الفنية بناء على الفترة التسعينية في منتصفها الأول، وكان حينها الدكتور صالح خطاب مرافقا للمعرض عن الرئاسة العامة لرعاية الشباب بجانب المرشحين لتمثل المملكة. أعتقد أن الإشكالية في مشاركاتنا الرسمية لن تتغير كثيراً إن لم تقل مستوى من السابق ومعرض تركمانستان مثالا مع تطور وتنظيم أكبر في مشاركات خاصة ترعاها مؤسسات فنية يكون فيها التنسيق منظما والفرصة متاحة لأسماء مختلفة مع حرص على التمثيل الذي قد لا نكون متفقين معه كثيراً إلا أنها رغبات ومصالح المؤسسات الخاصة ومع ذلك لم تكن هزيلة أو متواضعة كما يحدث في معظم مشاركاتنا. [email protected]