قبل سنوات عدة كان الإعلام ووسائله يسيران نحو تيار واحد (تقليدي) حيث كان مقص الرقيب له اليد الطولى على الوسيلة الإعلامية بمختلف أشكالها، وكانت حريات التعبير تقص أجنحتها برهة وتمنع أحياناً كثيرة بمختلف أفكارها سواء كانت صحيحة أم غير ذلك, ومع مرور الوقت وظهور الإنترنت بدأت تتشكل حريات التعبير وظهرت المدونات والمنتديات والمساحات الإلكترونية الأخرى التي رأت فيها المجتمعات متنفساً ومساحات للتعبير عن الآراء والأفكار والاقتراحات، واستمرت المجتمعات تعيش نوعاً متقدماً من الحرية في الأفكار والتعبير عن الآراء واستمر المدونون الذين كان لهم نشاطات مميزة إلى أن أصبحت كبريات الصحف البريطانية والأمريكية تستقطبهم كنوع من وسائل الجذب للجمهور لهذه الصحف. وفي تطور جديد وثورة إعلامية أخرى مع ظهور اليوتيوب بالإضافة إلى الفيس بوك وتويتر وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعية خُلق نوع جديد وهو ما يسمى بصحافة المواطن العربي حيث أصبح المواطن هو الصانع للخبر وهو المصدر له بعد أن كان متلقياً فقط في الإعلام التقليدي ومن خلال الإعلام الجديد أو ما نستطيع أن نطلق عليه (إعلام المواطن العربي) رأينا قضايا يتم تناولها ولم نرَ في الإعلام التقليدي سوى صداها بعد تناولها بشكل استباقي في الإعلام الجديد، وأصبح المواطن العربي فيها هو مصدر الخبر بشكل مباشر إلى الجمهور دون وجود أي رقابة على الخبر أو دور لمقص الرقيب فيه، بل يتلقاه الجمهور كما أراد مصدره. وفي تطور جديد وتطويع لهذا النوع من الإعلام (الإعلام الجديد) أصبح له تأُثير وقوة في توجيه الشباب خصوصاً في المجتمعات المطالبة بحقوقها والتي ترى فيه المتنفس الأول والناقل للحقيقة كما يريدونها، وما حدث في تونس ومصر ويحدث الآن في ليبيا كان محركه الأول وفتيله هو الإعلام الجديد وتحديداً ( اليوتيوب، الفيس بوك) ومع هذا النوع المختلف من تقديم الحقائق للشعوب بدأ تظهر ردات فعله على الساحات والتجمعات في مختلف دول العالم. إذاً الإعلام الجديد هو العصا السحرية التي يستطيع من خلالها العالم العربي النهوض، وما نراه هو البداية الحقيقة للإصلاحات في محاربة كثير من المظالم والفساد في بعض الدول، الأمر الذي كان من الصعب الحديث عنه عبر وسائل الإعلام التقليدية. وأرى أن الإعلام الجديد هو العصا التي ستقود العالم العربي إلى الإصلاح والتقدم والانعتاق من أغلال كبلتها لتكون أسيرة العالم الثالث. عضو هيئة الصحفيين السعوديين [email protected]