لا يختلف اثنان بما تقدمه وزارة الصحة السعودية في مجال الخدمات الطبية لكافة أبناء ومقيمي هذا الوطن الكريم. إذ حظيت المشاريع الطبية والخدمات المساندة لها اهتماما خاصاً من لدن والدنا خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وكان من جل اهتمامات الدولة، أنها وضعت في قيادة ركب القطار الطبي بالمملكة معالي الدكتور عبدالله الربيعة، الذي لم يألُ جهداً في بذل جُلّ خبراته ووقته في خدمة أبناء الوطن وضيوفهم، وخاصة في مجال فصل التوائم السيامية المعقدة، حتى ذاع صيته شتى بقاع الأرض، وأصبحت الجملة السائدة وبجميع لغات العالم (التوأم السيامي المحظوظ من يقع بين يدي الدكتور الربيعة). ومازال ولا يزال ذاك القطار يترك أثراً مشرقاُ في كل مدينة سعودية يمر بها، إذ يلوح للمواطنين وبأم أعينهم، مدى ازدهار المشاريع الطبية وتقدمها في ربوع وطننا الغالي. ولا يخفى على معالي الوزير، وهو أبخص مني بهذا، تفشي الأمراض المزمنة، وغير الظاهرة بمنطقة الشرق الأوسط، وخاصة بين سكان دول الخليج العربي، وسرعة انتشارها الرهيب، كمرض السرطان، والتهاب الكبد الوبائي، والتيفوئيد وغيرها، ومن باب (درهم وقاية خير من قنطار علاج)، وقبل وقوع الفأس على الرأس، نجح تطبيق هذا الشعار في السياسة الطبية للمملكة في السنوات الأخيرة أمام الأمراض الوراثية (المنجلية وضعف الدم الوراثي) والتي كانت تنتقل من جيل إلي آخر، بوضع الفحص الطبي الإلزامي قبل الزواج. ولذا معالي الوزير، التمس منكم تقبل اقتراحي، وهو: تطبيق نفس الفكرة على الأمراض المزمنة الخطرة، وهي إلزام كافة المواطنين بفحص دوري طبي شامل وسنوي، أسوة بالفحص الدوري السنوي للمركبات والسيارات، إذ تحصل كل مركبة تجتاز الفحص بنجاح على ملصق يبين تاريخ الفحص التالي، ولا يستطيع مالك السيارة أن يبيع سيارته إلا بعد فحصها ووضع ملصق الفحص الجديد، وأكيد أن حياة الإنسان وابن الوطن أغلى وأهم من كوم الحديد! لذا نهيب من معاليكم تعميم تطبيق الفحص الدوري لكافة المواطنين، وأن يكون هذا مقيداً إلكترونياً بسجلات المستشفيات السعودية والخاصة، وكذلك إلزام كافة شركات التأمين الطبية، على عمل فحص سنوي شامل لكل مواطن تؤمّن عليه، وبهذا نكون دفعنا درهم وقاية صحي لكل مواطن، بالإضافة إلى قطع دابر بداية كل مرض مزمن يريد أن يتفشى في جسد مواطن، وكذلك توفير الأموال الطائلة التي ستصرف على علاج هؤلاء المرضى إذا وقعوا فرائس تلك الأمراض الفتاكة. معالي الوزير، شهادتي في بصماتك مجروحة، لكن هو واقع نلمسه ونشعر به كمواطنين ومقيمين، ونفتخر به أمام العالم، وبما أن الإنسان والمرض توأمان متلازمان، فحبذا أن نفصل بينهما، ولأن بقاءهما مع بعض ينهي أحدهما، فلم نجد أهلاً لذاك الفصل، سوى موافقة معاليكم على تعميم الفحص الدوري للمواطن، فأنتم خير من صح فيه قول: (أعطِ القوس باريها).