تحفيز الكولاجين وعلاج التجاعيد وتحقيق نضارة البشرة عبارات تتردد دائماً وتحرص فئة كبيرة من المجتمع على تحقيقها بالوسائل المختلفة. غير أن تحقق ذلك يتطلب دراية وخبرة للطريقة أو الطرق الموصولة للنتائج المناسبة والمرضية. فالمفهوم الواسع لتحفيز الكولاجين والنضارة يشمل قائمة طويلة من العلاجات والإجراءات واختيار أنسب هذه الطرق لا يعد أمراً سهلاً. ففي السنوات القليلة الماضية شهد علم الجلد والتجميل تطوراً كبيراً ومتلاحقاً في جميع الاتجاهات سواء العلاجية منها أو التقنية أو التداخلية. مما جعل من وجود الممارس الجيد والمطلع أمراً مهماً يستطيع من خلاله راغب العلاج التجميلي اتباع الوسائل والإجراءات الملائمة لحالته وحصول أفضل النتائج. ومن هذا المنطلق سوف نتطرّق في هذه الصفحة إلى علاجين شائعين في الطب التجميلي تجاوزت فائدتهم التخلص من التجاعيد لتشمل آفاق جديدة، بالإضافة إلى مناقشة المفاهيم الطبية والعلمية الأخيرة حول هذا الموضوع. أولاً: البوتكس يعد البوتكس من الإجراءات الشائعة جداً والمصحوبة بمستوى رضا عالٍ لدى متلقيه. فهو علاج فعّال في علاج التجاعيد التعبيرية لمنطقة الوجه خاصة لمقدمة الرأس وما حول العينين. ويعتقد أن الثورة التي حدثت في السنوات الماضية لمفهوم العلاج بالحقن ترجع في أصلها إلى نتائج البوتكس والتي توصف في الغالب بالرائعة والسريعة. غير أن البوتكس يؤدي إلى علاج التجاعيد عن طريق إرخاء العضلات وليس له علاقة بتحفيز الكولاجين. ويتطلب العلاج بالبوتكس إعادة الحقن كل 4 أشهر تقريباً. ولا يقتصر العلاج بالبوتكس على منطقة أعلى الوجه، بل يمكن استخدامه لمنطقة منتصف الوجه وما حول الفم والرقبة بيد أن ذلك يتطلب خبرة ومعرفة دقيقة بعضلات الوجه. ولقد أثبتت الدراسات العلمية أن البوتكس فعّال وآمن في علاج التجاعيد لمن رغب الاستمرار في مثل هذا النوع من العلاج المتكرر. ثانياً: الفيللر (حقن التعبئة) شهدت حقن التعبئة أو ما يطلق عليها (الفيللر) تطوراً متسارعاً في الفترة الماضية بحيث تعددت أنواعها وأشكالها وكسبت انتشاراً عالمياً نظراً لنتائجها السريعة والمحسوسة. وتنقسم حقن الفيللر بشكل عام إلى قسمين الحقن المؤقت والحقن الدائم. وأكثر أنواع الفيللر شيوعاً حقن الكولاجين والحقن الحامضية Hyaluronic acid وحقن الاباتيت calcium hydroxylapatite. ويعتمد اختيار حقن التعبئة على طبيعة الحالة والمنطقة المراد علاجها ونوع البشرة. كما يتطلب العلاج بحقن الفيللر من الطبيب المعالج شرحاً وافياً عن الإجراء والنتائج المتوقعة والأعراض الجانبية المحتملة. وبشكل عام يمكن القول بأن استخدام حقن الفيللر يتركز في منطقة ثلثي الوجه السفلي خاصة منطقة منتصف الوجه. غير أنه يمكن استخدام حقن الفيللر لأعلى الوجه أو مناطق أخرى من الجسم كاليدين. ثالثاً: الجمع بين البوتكس والفيللر أظهرت عدة دراسات الفائدة الإضافية لتحسين وتجميل الوجه عند الجمع بين حقن البوتكس والفيللر خاصة في المنطقة السفلية من الوجه. فقد أبرزت دراسة حديثة تم نشرها في المجلة الأمريكية لجراحة التجميل أن النتائج المثالية والمرضية مرتبطة بالمعرفة بطبيعة الوجه وعضلاته وأن الجمع بين البوتكس والفيللر يؤدي إلى نتائج تحسن إضافية خاصة في منطقة الوجه السفلية. وبذلك يتضح أن البوتكس قد يؤدي إلى نتائج عالية، كما أن الفيللر قد يحدث نتائج مرضية ومحسوسة. غير أن الجمع بين الإجرائين قد يؤدي إلى نتائج إضافية وأكثر فاعلية. ويعتبر هذا المفهوم والذي يطلق عليه شد الوجه غير الجراحي No surgical face lift امتداداً لمبدأ العلاج التجميلي المركب. فقد أظهرت الدراسات أنه بالإمكان الوصول إلى نتائج عالية لشد الوجه بالجمع بين أكثر من إجراء أو تقنية. فيمكن الوصول إلى هذه النتيجة عن طريق البوتكس والفيللر معاً والذي يتطلب خبرة ومهارة في التعامل مع هذين الإجرائين. كما أشار الدكتور كوهن من جامعة كاليفورنيا الأمريكية وأحد جراحي التجميل البارزين إلى إمكانية تحقيق شد الوجه غير الجراحي بالجمع بين تقنية الفراكسل والثيرماج وحقن الفيللر. وفي الختام لا يزال هناك الكثير الذي لم يتم الإشارة إليه في عالم التقنيات والإجراءات التجميلية غير أن التطورات السريعة والمحمومة في هذا المجال فتحت آفاقاً كبيرة لتحقيق نتائج مرضية دون عناء الجراحة وفترات النقاهة الطويلة. الدكتورة - تتيانا فيكتور - أخصائية طب وجراحة الجلد