المطر نعمة من الله وبه حياة البشر والمخلوقات كلّها، وهو مطلب مهم لبقاء الحياة، وكم يتضرع الناس إلى ربهم ويلجأون إليه عند تأخره عن وقته في كل عام، فيأمر ولي الأمر بإقامة صلاة الاستسقاء تأسيًا بسنَّة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عند تأخر المطر والجدب، فإذا بالرحيم جلّ وعلا يستجيب الدعاء ثم ينزل المطر على عباده فيسبتشرون ويفرحون بذلك. ولكن سرعان ما يحدث ما يكدر ذلك الفرح والسرور حينما تتحول شوارعنا إلى برك ومستنقعات وذلك بسبب عدم الاهتمام بمناسيب المياه وتصريفها في تلك الشوارع والأحياء مع أن كل بلدية وكل أمانة لديها من الإمكانات البشرية والفنية الشيء الكثير، مع توفر المخصصات المالية سواء من الميزانية العامة أو استثمارات البلدية أو الأمانة التي تصل إلى ملايين الريالات. فلا أدري لماذا يحصل هذا في مدننا ومحافظاتنا، وكذلك في الطرقات العامة، ماذا يضير رئيس البلدية أو الأمين أن يكلف القسم الفني في كل أمانة وبلدية أن يوجه المهندسين والفنيين ليقفوا على أحوال الشوارع أو الأحياء أثناء هطول الأمطار ويتأكدون بأنفسهم من تلك المستنقعات وأماكن تجمع السيول وبالتالي معالجة ذلك بما لديهم من إمكانات، وهي ميسرة وليست صعبة ولا سيما أن التقنية الحديثة تيسير ذلك وتمكن من معالجة ذلك بكل يسر وسهولة فتحصل الراحة والطمأنينة لعابري تلك الشوارع والطرقات. وهذا ما يوجه إليه المسؤولون في الوطن وعلى رأسهم قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وأصحاب السمو أمراء المناطق ويبقى دور الرؤساء المباشرين للبلديات والأمناء ليقوم كل بما أسند إليه تحقيقًا للأمانة التي تحملوها وأداءً للواجب الذي التزموا به أمام من أسند إليهم تلك الأعمال. إنه أمر مؤسف أن تلك المشاهد والمناظر تتكرر في شوارعنا وطرقنا كل ما هطلت الأمطار ولا تجد من يُحرك ساكنًا، خاصة مع هذه التجمعات والأضرار الناتجة عنها بسبب عدم إيجاد مصارف لها تنقلها إلى خارج المدن والمحافظات مع أن ذلك يسير وسهل. كل ذلك القصور الحاصل من قبل البلديات أو الأمانات دعا إلى التقليل من شأنها وأهميتها، فدعوة كلّها إخلاص ووفاء أن يحرص أمناء ورؤساء البلديات بأن يوجهوا الأقسام الفنية لديهم بمتابعة مناسيب المياه وعمل كل ما من شأنه تصريف فائض تلك الأمطار عند نزولها لتذهب إلى خارج المدن والمحافظات وما أيسر ذلك وأسهله. وليكونوا حازمين مع الشركات المنفذة للسفلتة والأرصفة والتحسين في شوارعنا ليقوموا بما أوكل إليهم خير قيام ولتتم المحاسبة الدقيقة لأولئك عن تقصيرهم وعدم وفائهم بما التزموا به من شروط حين رسوا تلك المناقصات عليهم، ليؤدوا ما عليهم بكل دقة وليوفوا الشروط والمواصفات التي وضعت من قبل المختصين ليكون العمل أفضل وأكمل. والله من وراء القصد - مدير المعهد العلمي في محافظة الرس - جامعة الإمام